448 – مفهوم 8: ثوابت الإسلام عديدة ومجالاتها متنوعة
ثوابت الإسلام عديدة ومجالاتها متنوعة، ويمكن التمثيل لجلها كما يأتي:
أ – كل ما يتعلق بحقائق الألوهية من: الوجود، والوحدانية، والقدرة، والتدبير، والمشيئة، وسائر صفات الله الذاتية، وصفات أفعاله سبحانه.
ب – الكون كله بجميع موجوداته من أحياء وأشياء هو من صنع الله وإبداعه، ليس لشيء فيه أثارة من أمر الخلق أو التدبير أو المشاركة في شيء من خصائص الألوهية.
ج – للكائنات كلها عبودية لله تعالى –كلٌّ بحسبه- قال عزّ وجلّ: ﵟثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَﵞ [فصلت:11]. ولله على ملائكته وإنسه وجنِّه جميعًا حق عبادته وتوحيده؛ لا يُستثنى من ذلك ملك ولا رسول ولا ولي.
د – التصديق بأركان الإيمان الستة؛ فلا إيمان لمن لم يأت بها مجتمعة، ولا قبول للأعمال ولا صحة لها إلا بها.
هـ – الدين عند الله هو الإسلام؛ قال تعالى: ﵟإِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُﵞ [آل عمران:19] وعلى الناس الاستسلام لله تعالى في أوامره وأحكامه؛ قال تعالى: ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚﵞ [البقرة:208].
و – ليس هناك قيمة مادية تعلو على قيمة الإنسان وتُهدَر من أجلها قيمته؛ فهو مخلوق مكرم على سائر الخلائق، مستخلف من الله في الأرض، ومُسخَّرٌ له كلُّ ما فيها ليتيسر له عبادة ربه؛ قال تعالى: ﵟوَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗاﵞ [الإسراء:70]، وقال تعالى: ﵟوَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَﵞ [الجاثية:13].
ز – الناس كلهم من أصل واحد، ومعيار التفاضل بينهم عند الله تعالى هو التقوى: ﵟإِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡﵞ [الحجرات:13]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى) [السلسلة الصحيحة (2700)].
ح – الولاء ورابطة التجمع الإنساني هي العقيدة لا الجنس، ولا القوم، ولا الأرض، ولا المصالح الاقتصادية أو السياسية، ولا أي اعتبار آخر من الاعتبارات الأرضية؛ فكل ما عدا الولاء للإسلام والمسلمين هو عصبية وعنصرية ممقوتة.
ط – الدنيا دار ابتلاء وعمل، والآخرة دار حساب وجزاء.
ي – من الثوابت: أصول الفضائل والأخلاق الحميدة، والرذائل والأخلاق الذميمة.
وخلاصة القول: القطعيات ومواضع إجماع العلماء كلها من الثوابت في الإسلام، ولا مجال فيها لتغيير أو تطوير أو اجتهاد، وهي تشمل مسائل الاعتقاد، وأصول الفرائض، وأصول المحرمات، وأصول الفضائل والأخلاق.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445