4 – مفهوم 4: تناسق الفطرة البشرية مع ناموس الكون
هذه الفطرة البشرية هي في أصلها متناسقة مع ناموس الكون، مسلمة إلى ربها إسلام كلِّ شيء وكلِّ حيٍّ. وحين يخرج الإنسان بنظام حياته عن ذلك الناموس فهو لا يصطدم مع الكون فحسب، بل يصطدم أولًا مع فطرته التي بين جنبيه، فيشقى ويتمزَّق، ويحتار ويقلق.
فالله خالق النفس البشرية هو الذي أنزل إليها هذا الدين وهذه العقيدة لتحكم تصرفاتها في الكون، وهو أعلم بمن خلق: (أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ )[الملك:14]. والفطرة ثابتة لا تتبدل: (فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِ) [الروم:30]، والدين عند الله ثابت وواحد: (إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُ) [آل عمران:19]، فإذا انحرفت النفوس عن الفطرة الثابتة لم يردها إلا هذا الدين الثابت المتناسق مع الفطرة؛ فطرة البشر وفطرة الوجود.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم
انظر أيضا
مفاهيم حول مقدمات في العقيدة
موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة