جردة حساب ترامب في أول 100 يوم.. توصيف مثير لكاتب أمريكي..
بعنوان “ترامب يختتم 100 يوم من الفشل التاريخي”، كتب دانا ميليبانك في “واشنطن بوست”، الخميس..
هنا الجزء الأول من المقال:
بأي مقياس معقول، سوف يُحكم على الأيام المائة الأولى من ولاية الرئيس ترامب بأنها فشل ذريع.
لقد كان فاشلاً تشريعياً.
لم يُوقّع سوى على خمسة مشاريع قوانين، ولم يكن أيٌّ منها رئيسياً، مما يجعل هذا أسوأ أداء في بداية ولاية رئيس جديد منذ أكثر من قرن .
لقد كان فاشلاً اقتصادياً.
ففي عهده، تباطأ النمو، وتدهورت ثقة المستهلكين والشركات، وتراجعت الأسواق، وتراجعت ثروات الأمريكيين.
لقد كان فاشلاً في السياسة الخارجية.
تعهد بإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا. لكن القتال استُؤنف في غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه سلفه، وتواصل روسيا قمع أوكرانيا، مما يجعل من مبادرات ترامب الساذجة تجاه فلاديمير بوتين موضع سخرية.
لقد كان ترامب فاشلاً في نظر أصدقائه
بعد أن شنّ حرباً تجارية ضد كندا والمكسيك وأوروبا واليابان؛ وأثار غضب كندا بالحديث عن الضمّ؛ وهدّد جرينلاند وبنما؛ وتسبّب في انقسام حلف شمال الأطلسي.
لكن ترامب فشل في نظر أعدائه أيضاً
حيث أصبحت الصين أكثر جرأة وتهدّد تايوان، وتردّ بقوة في الحرب التجارية، وتنشر نفوذها العالمي لملء الفراغ الذي خلّفه انسحابه (ترامب) من العالم.
لقد كان فاشلاً دستورياً.
إجراءاته التنفيذية، التي تتسم بالوقاحة في تجاهلها للقانون، قوبلت بالرفض أكثر من 80 مرة من قبل القضاة، بمن فيهم أولئك الذين عيّنهم الجمهوريون. إنه يتحدّى بشكل صارخ قراراً بالإجماع من المحكمة العليا، ويواجه المعيّنون من قبله إجراءات ازدراء لإساءة استخدامهم للنظام القانوني.
لقد كان فاشلاً في الرأي العام.
أظهر استطلاع الإيكونوميست/يوجوف لهذا الأسبوع موافقة 42% على أدائه ورفض 52%، وهو تراجع بنسبة 16 نقطة مئوية منذ بداية ولايته. وتقول الأغلبية إن البلاد تسير في الطريق الخطأ وخارج نطاق السيطرة.
حتى “نجاحاته” القليلة لا تُقارن بالواقع.
انخفضت عمليات عبور الحدود من مستوياتها المنخفضة أصلاً، ولكن رغم كل تباهي الإدارة، لا توجد أدلة تُذكر على زيادة عمليات الترحيل. وتراجعت آمال خفض التكاليف في إطار برنامج خدمات الهجرة والجمارك الذي توقّعه إيلون ماسك في البداية بتريليون دولار هذا العام، إلى 150 مليار دولار فقط، ويبدو أن الكثير من ذلك مبنيٌ على أرقام مُختلقة .
لكن ترامب، الذي يكمل يومه المائة في منصبه في الثلاثين من نيسان، حقّق شيئاً واحداً مذهلا حقا: لقد أدخل مستوى من الفوضى والدمار مرتفعاً إلى درجة أن المؤرّخين يجدون صعوبة بالغة في العثور على مثيل له في تاريخنا.
لقد قلب هياكل عالمية حافظت على السلام لأجيال.
لقد تحالف مع طغاة العالم.
لقد قلص القوى العاملة الفيدرالية وأضعف قدرة الحكومة على تحصيل الضرائب وإدارة الضمان الاجتماعي وتمويل البحوث الطبية، من بين أمور أخرى كثيرة.
لقد أساء استخدام سلطته بطرق مروّعة، مستخدماً الحكومة للانتقام الشخصي والقصاص من المعارضين المفترضين، ومضايقة مكاتب المحاماة والجامعات والصحافة الحرة ببراعة استبدادية.
لقد حطّم الحواجز التي تحدّ من السلطة التنفيذية، متجاهلاً القوانين، وألغى المفتشين العامين وآليات أخرى للمساءلة والرقابة.
لقد أظهر قسوة غير مبرّرة في معاملة المهاجرين والعاملين الحكوميين على حد سواء.
لقد استخدم الحكومة لتنفيذ مخططات مُبهرة للإثراء الذاتي. وترك عدداً كبيراً من مواطنيه غاضبين وخائفين. (انتهى، ولا حاجة للتعليق).
المصدر
صفحة الأستاذ ياسر الزعاترة على منصة X.