فى ظل القهر والفقر الذى يخيم على بلاد المسلمين يتجه كثير من المسلمين للهجرة إلى بلاد الكفر الغنية وقد سرَّهم فتح بايدن لباب الهجرة للمسلمين إلي أمريكا غير مكترثين بتأثير ذلك على دينهم وهويتهم هم وذرياتهم ….
عداء بايدن للمسلمين وتقوية الروافض ضد السنة
السياسات الأمريكية الجديدة في عهد بایدن – معادية للمسلمين، وتلك صورة معتادة من الإدارات الأمريكية المتتابعة سواء الجمهوري منها أو الديمقراطي، بل لعلَّ الديمقراطيين أشد مكراً وخبثاً…
فنصرة اليهود على ظلمهم لا تحتاج إلى بيان، وقد تعهَّد الرئيس الجديد بايدن بالمحافظة على أمن اليهود كالمعتاد..وقد تجاوز عن جرائم سلفه لصالح اليهود وتغاضي عنها تمامًا، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة لليهود …
ويعمل بایدن جاهدا على إلغاء قرار الإدارة الأمريكية السابقة بإعلان جماعة الروافض الحوثيين – المعادية للمسلمين وثوابتهم – كجماعة إرهابية؛ رغم أنَّ شعار الحوثيين الأول – الكاذب – مازال:… الموت لأمريكا..وحظر بايدن بيع الأسلحة للتحالف العربي المواجه للحوثيين.. وليست هذه الخطوة من أجل رفع معاناة الشعب اليمني، بل لتقوية الحوثي وامتداده – ایران – ضد السنة، فقد تعودنا من هؤلاء الطواغيت وأمثالهم عدم الاكتراث بما يجري على الشعوب الإسلامية من معاناة .. وقد كانوا سببًا مباشرًا في معاناة الشعب الفلسطيني و الشعب الأفغاني ، كما كانوا سببًا في معاناة الشعب السوري .
وحتى القرارات التي ظاهرها مصلحة المسلمين هي في حقيقتها -إضافة إلى تلميع صورة أمريكا- محاولة للاستفادة من الكفاءات المختارة والطاقات العلمية المعطلة في العالم العربي، وتفريخ أجيال ظاهرها الإسلام وباطنها الموالاة التامة لليهود والنصارى؛ فقد كان من أول قرارات بایدن فتح الباب أمام المسافرين من بعض الدول الإسلامية المحظورة في عهد الإدارة السابقة .. ومن أول ما قاله بایدن -أيضا- على سبيل الاستعراض: إنَّ أمريكا ستكون ملجأ للمضطهدين في العالم ..!! بينما أمريكا هي التي تدعم أعتي الديكتاتوريات في العالم لقمع شعوبها، ثم تريد هي أن تظهر بمظهر المنقذ.
وبعد مضي أسابيع يسيرة بدأت تظهر معالم خطته لاستيعاب ملايين المهاجرين من المسلمين وغيرهم-.. وفي ظاهر هذا القرار الرحمة بأولئك المسلمين، ولكن الحقيقة أن هذا القرار يمهد -كما ذكرنا- أول ما يمهد للسيطرة وغسل عقول الملايين من المسلمين؛ للاستحواذ عليهم وتسليطهم بعد ذلك على بلدانهم، والأمثلة الحية ماثلة أمام أعيننا؛ فأكثر المهاجرين إلى أمريكا قد تم مسخهم بصورة أكبر بكثير ممن يتم غسل عقولهم في البلاد الإسلامية بواسطة أجهزة الإعلام الأمريكية والأوربية واليهودية .. كما أن أولاد المسلمين سينطبعون بالطابع الأمريكي، أما الجيل الثالث والرابع من أولادهم فمتوقع أن ينسلخوا من دينهم تماما ويصبحون نصارى أو بلا دین..
إن بایدن وأمثاله من قادة دول الكفر المحاربة للمسلمين لا يُلامون على سعيهم لرفعة بلدانهم وشعوبهم وتحصيل أكبر النفع لهم، وإنما اللوم الحقيقي على من يهاجر لتلك البلاد الكافرة باختياره، وعلى من يضطرهم لذلك من الحكومات المتحكمة في رقاب المسلمين -والمدعومة أمريكيَّا في المقام الأول –
فنوجه كلامنا لمن جعل أمريكا وجهته للفرار من الظلم الواقع عليه في بلاده، أو لتحصيل منافع دنيوية زائلة ظنًّا منهم أن الهجرة لبلاد الكفر أمر مباح؛ غافلين عن ما يحيط بها من محاذير عظيمة توقعهم في حمأة الرذائل والموبقات إن نجوا من الكفر -هم وذريتهم – والعياذ بالله تعالى.
بغض اليهود والنصارى -وعموم الكفار – شرط لصحة الإيمان
إن بغض اليهود والنصارى -وعموم الكفار – شرط لصحة الإيمان؛ قال تعالى : (وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥۤ ) الممتحنة (4)]. فهؤلاء الكفرة يأكلون من رزق الله ويتَّ نعمون بنعمه، وهم يسعون في الأرض فسادا بالمعاصي وسفك الدماء… وهؤلاء الكفرة ينسبون لله عز وجل الولد؛ قال تعالى: وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَلَدࣰا(88) لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَیۡـًٔا إِدࣰّا(89) تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ یَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا(90) أَن دَعَوۡا۟ لِلرَّحۡمَـٰنِ وَلَدࣰا(91) [مريم (۸۸-۹۱)].فقول هؤلاء النصارى قول عظيم تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هدًا.
وأنت أيها المسلم تتذلل لهؤلاء المجرمين ليعطفوا عليك بشيء من الدنيا، هو مقسوم مقدر وسيأتيك نصيبك منه دون نقص أو زيادة، والأسباب البديلة المشروعة موجودة، فأرض الله واسعة، وأمريكا لم تعد كما كانت، بل هي أكبر دولة غارقة في الديون في العالم، 40 مليونا من الأمريكان تحت خط الفقر، و ۲۸ مليونا ليس لهم تأمين صحي، والعلاج فيها هو الأغلى في العالم تقريبا، وقد نضبت أكثر مواردها الطبيعية ولم يبق لها إلا القوة العسكرية الضاربة التي تسيطر بها على موارد الأخرين بطريقة مباشرة وغير مباشرة..
الآفات المنتظرة من الهجره الى بلاد الكفر
ومن الآفات المنتظرة ممن يهاجر إلى بلاد الكفر أن يتحول قادة هؤلاء الكفار والمميزون منهم إلى نجوم يقتدي بهم وتحكي سيرهم، وفي المقابل يهجر وينبذ أهل العلم والدين والفضل الذين هم قدوة المسلمين ويصيرون في طي النسيان.
ومن الأفات المنتظرة -كذلك- اعتیاد عامة المسلمين المهاجرين للمنكرات المتكاثرة الموجودة في بلاد الكفار، وتتحول تلك المنكرات تدريجيا إلى أمور مألوفة لا تكاد تنکر؛ بل وسيوجد بين المسلمين الكثير ممن يفتخر بالانتماء لتلك البلاد وعاداتهم..
ومن يقيم في بلاد الكفار يعرّض نفسه لموالاتهم ونصرتهم، ومن نصر الكفار أو ذب عنهم أو أعانهم على المسلمين بماله أو بنفسه فقد حكم الله فيه من فوق سبع سموات، فقال عز وجل: ۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ [المائدة (51)]
يقول ابن القيم رحمه الله: “إن الله سبحانه قد حكم -ولا أحسن من حكمه- أن من تولى اليهود والنصارى فهو منهم،( وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡ)، فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم”. اهـ 1[أحكام أهل الذمة (1/ 67)].
ومن يعيش بين ظهراني قوم لا بد من أن يتشبه بهم، والتشبه باليهود والنصارى فيما هو من شعائرهم محرم، كما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبَّه بقومٍ فهو منهم». 2[أخرجه أبو داود (4033) وغيره، وصححه الألباني في صحيح أبي داود).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “… وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، كما في قوله (وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡ) اهـ 3[اقتضاء الصراط المستقیم مخالفة أصحاب الجحیم (1/241) ]. وقال -أيضا-: “… لأن المشابهة في بعض الهدى الظاهر يوجب المقاربة ونوعا من المناسبة يفضي إلى المشاركة في خصائصهم االتى تخالف ما عند المسلمين والعرب وذلك يجر إلى فساد عريض”. اهـ 4 [الفتاوى الكبرى (6/175)]
ولم يقتصر نهيه صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار في العبادات والشعائر فحسب؛ بل ورد الأمر بالمخالفة حتى في العادات؛ فمن ذلك ما ثبت عن رافع بن خدیج رضي الله عنه قال: كنَّا مع النَّبي صلى الله عليه وسلم بذي الحُلَيْفة فأصاب الناس جوع فأصابوا إبِلًا وغنمًا… وساق الحديث إلى أن قال ﷺ ما أنْهرَ الدَّمَ وذُكِرَ اسمُ اللَّهِ عليْهِ فَكلوا ما لم يَكن سِنًّا أو ظُفرًا وسأحدِّثُكم عن ذلِكَ أمّا السِّنُّ فعظمٌ وأمّا الظُّفرُ فمُدى الحبشَةِ 5[أخرجه البخاري (2488)، ومسلم (1968)]. قال الحافظ ابن حجر : “قوله: «وأما الظفر فمدى الحبشة»: أي وهم كفار وقد نهيتم عن التشبُّه بهم. قاله ابن الصلاح وتبعه النووي”. اهـ 6(فتح الباري (9/629)].
ومما جاء فيه النهي عن التشبُّه بهم في العادات كذلك: ما ثبت عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم». 7[أخرجه البخاري (3462، 5899)، ومسلم (۲۱۰۳)].
يقول شيخ الإسلام: ” رتَّب الحكم على الوصف بحرف الفاء فيدل هذا الترتيب على أنه علّة له من غير وجه حيث قال: «إنَّ اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم». فإنه يقتضي أنَّ علَّة الأمر بهذه المخالفة كونهم لا يصبغون فالتقدير : اصبغوا لأنهم لا يصبغون، وإذا كان علَّة الأمر بالفعل عدم فعلهم له دلَّ على أن قصد المخالفة لهم ثابت بالشرع”. اهـ 8[اقتضاء الصراط المستقیم (ص56)].
ومن ذلك أيضًا ما ثبت عن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال: مَرَّ بي رسولُ اللهِ ﷺ وأنا جالِسٌ هكذا، وقد وَضَعتُ يَدي اليُسرى خَلفَ ظَهري، واتَّكأْتُ على أَلْيةِ يَدي، قال: أتَقعُدُ قِعْدةَ المَغضوبِ عليهم؟. 9[أخرجه أبو داود (4850) وغيره، وصححه الألباني في صحيح أبي داود].والمقصود بالمغضوب عليهم اليهود..
قَالَ الملا علي القاري: “… قال الطِّيبيُّ: والمُرَادُ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمُ اليَهُودُ، وَفِي التَّخْصِيصِ بِالذِّكْرِ فائِدَتَان : إِحْدَاهُمَا: أَنَّ هَذِهِ القَعْدَةَ مِمَّا يَبْغَضُهُ الله تَعَالَى، والأُخْرَى: أَنَّ المُسْلِمَ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَجْتَنِبَ التَّشَبُّه بِمَنْ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ”. اهـ 10[مرقاة المفاتيح (7/2985)].
وفي هذا الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مجرد جلسة تشبه طريقة جلوسهم؛ مع أنَّ الظَّاهر أنَّ الشريد رضي الله عنه لم يكن يعلم أنَّ هذه طريقتهم في الجلوس، ولم يكن يقصد التشبه بهم بلا شك
ردَّ الله جلَّ وعلا بقوته وجبروته كيد اليهود والنصارى في نحورهم.
إقرأ أيضًا :
المشروع الأمريكي في حرب أهل السنة .. نفوذ وعد الله