من أظهر الدلائل على فقه المرء وورعه، وخشيته عاقبة كلمته، رعايته لمقام حديثه والسياق الظرفي لكلامه .
خطر إهمال الواجب اللحظي: مثال حملة فرنسا والحجاب
فمن سئل – مثلا – عن حملة فرنسا ضدّ الحجاب، فأجاب: ” ينبغي أن نهتمّ بحجاب الجهل الذي يغطي عقل المرأة أكثر من الاهتمام بحجاب رأسها “، كان قوله بعيدا للغاية عن واجب لحظته، إن لم يكن ظاهره تأييدا للفرنسي الظالم .
الإماهة: الخطر الأكبر على الإسلام اليوم
والناظر في شأن الإسلام العظيم يدرك أنّ أكبر المخاطر عليه اليوم هي عملية الإماهة المكثفة التي تتعرض لها عقائده وأحكامه تمهيدا لإذابة مكوناته في دين ” الإنسانية ” الجديد.
فليس من الفقه اليوم أن يستغرق التحذير من الغلوّ في الدين والتنطّع في التديّن عامة مقالات حملة الشريعة وكتاباتهم، فكلّ مبصر مستيقن- بحسّه- أنّ الانسلاخ يكاد يبلغ نهايته، لولا أنّ الله وعد بعصمة أمة نبيّه الأكرم.
خطأ الأولويات: التحذير من الغلو في زمن الميوعة والانسلاخ
ليس من الفقه التحذير من الغلوّ في مجتمعات تغرق في ميوعة غير مسبوقة، تكاد تُهلك بقية الدين فيها أمام حملة انسلاخ يقودها أكابر مجرميها.
“حرقوص بن زهير”: نموذج هامشي لا يستحق بذل الجهد
نموذج ” حرقوص بن زهير ” غير صالح اليوم ليكون محلّ بذل الجهد الدعوي ضدّه، لأنه – ببساطة -، أقلّ النماذج تأثيرا في المجتمع، وأبعدها عن احتمال التمكين وصناعة الفكرة والفعل المجتمعيين… هذا إن سلّمنا وجوده – اليوم – كظاهرة تستحق المواجهة.
الأعداء الحقيقيون: نماذج “بولس” و”ابن سلول” و”ابن سبأ“
نماذج ” بولس الرسول ” و” ابن سلول ” و” ابن سبأ “، أجدر أن تصرف الجهود في مدافعتها، فالواقع شاهد أتها أكثر تأثيرا واجتياحا وأقدر على التمكن، بما تملك من آلة التأثير ووسائل الجاذبية والسيطرة، سواء في ذلك آلتها الناعمة أو سلاحها الداعم القاهر لمدافعيها .
“بولس” رمز التحريف والتبديل
- بولس هو كلّ من طلب لدين الله تعالى تحريفا وتبديلا، وتجديدا – زعموا – يأتي على الدين العظيم من ركنه.
“ابن سلول” الزنديق المتآمر المكشوف
- وابن سلول ذلكم الزنديق المتآمر، الذي نعلم منه كفره ونستيقن منه نفاقه، ونرى حربه لله ورسوله جهارا، فلا نجد لله سيفا يكفي المسلمين شرّه، فنضطّر للسكوت عنه لا خشية أن يقال ” الإسلام يقتل أصحابه ” ولكن خوف أن يسلم المنافق ويهلك المؤمنون…
“ابن سبأ” المبدّل المنافق
- أما ابن سبأ فهو كبولس مبدّل محرّف، لعله لم يدخل الإسلام يوما لكن خدع المسلمين بنفاقه، أو ولد مسلما صدفة – على قول نوال السعداوي- ثم لم يلبث أن مرق .
معرفة المقام واغتنام اللحظة
هي أمواج تموج في بلاد المسلمين كموج البحر، تمدّه من بعده بحور الطاغوتية والنفاق .
ألا فليتّق الدعاة ربّهم العظيم، وليعرفوا لكلّ مقام مقاله، ولكل لحظة واجبها، فإن الشياطين قلّما تغفل، ولها في كلّ هفوة غنيمة.
المصدر
صفحة الأستاذ أبو عبد الرزاق فتح الله، على منصة ميتا.
