سارع البعض إلى إرجاع الفضل في فشل محاولة اغتيال القادة في الدوحة إلى الدولة الفلانية أو العلانية.. نعم، هؤلاء في العموم سذج ينبغي أن نتوجس منهم، وربما نشفق عليهم!!
ردة فعل!!
أبعد عاميْن من الطوفان الفاضح الكاشف لم نعرف أن الأنظمة في هذا الشرق الأوسط، أحسن ما فيها عاجز، وأقوى ما فيها ضعيف.. والبقية خائن يعمل بجد ونشاط وفاعلية في تمكين الصهاينة؟!!
ولكن أن يسارع بعض المحللين المهذبين والمتحفظين، إلى الحديث عن “انتظار ردة فعل عربية”.. فهذا ينبغي أن نجعلنا أكثر توجسا وربما شفقة عليهم من الأولين!!
متى ينكسر الصهاينة؟
تعالوا نعترف ونقرر بالحقيقة المُرة، ولو لمَرّة واحدة.. حتى لو فعلنا هذا بيننا وبين أنفسنا، وحتى لو فعلناه على شبكات التواصل الاجتماعي وحدها.. فإن هذا الكلام ممنوع على القنوات والصحافة:
لن ينكسر الصهاينة حقا، ولن يرتدع الأمريكان، إلا بفعل “استشهادي” على نحو ما فعله أصحاب الطوفان..
وهذه النفسية يستحيل أن توجد عند رؤساء الدول والملوك والأمراء، فتلك نفسية لا يفهمها صاحب الدولة والحكم الملتصق بمنصبه، أو الذي يفكر في الكون من منظور “دولته”.. فأولئك أبعد الناس عن التفكير بالآخرة والجنة والواجب نحو الأمة والدين والرسالة!
حسنا.. إن لم يستطع هؤلاء أن يكونوا بمثل تلك النفسية، فلن تتم لهم النجاة من مصير الذل في الدنيا، ومن مصير خيانة “حلفائهم” لهم.. إلا بالدعم المخلص العنيد لهذه الثلة القليلة “الاستشهادية” في هذه الأمة.. الحركة الخضراء ومثيلاتها.. وهم موجودون وإن لم يكونوا كثرة..
عندئذ فقط قد يشعر الصهيوني بالتهديد الحقيقي، وقد يشرع الأمريكان في إعادة حساباتهم وإعادة التفكير في طريقة معالجتهم للأمور.. لأن الأمور تنفلت من بين أيديهم.
حقيقة الأنظمة العربية
ولكن هذا الخيار أيضا بحاجة إلى نفسية صلبة عنيدة، متجردة مخلصة، ترجو الله والدار الآخرة وتنظر إلى واجب الدين والأمة والرسالة.. وتحسب حسبة المصالح والمفاسد بعد أن تدخل في عناصر هذه الحسبة: الجنة والنار، ومصير الأمة المسلمة، ومصير المسجد الأقصى والكعبة المشرفة!!
وإنك إذا نظرت في حال الأنظمة القائمة لوجدتَ هذا أبعد شيء عنهم: عن عقولهم وعن نفوسهم وعن طبائعهم!!
إن كلاما كثيرا يمكن أن يُقال، ولكنه يُختصر في هذه الآية {وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون}
ولو أردتَ أن تختبر صحة هذا الكلام من خطئه، فتصوَّر معي عزيزي القارئ، لو أن هذه الحركة الخضراء وجدت دعما حقيقيا وصادقا ومخلصا من الأنظمة العربية منذ أن نشأت.. بل منذ أن بدأ الطوفان..
تأمل فقط، ماذا لو انقطعت أوجه الدعم العربي: الاقتصادية والإعلامية والسياسية عن الكيان.. وتُرِك وحده يواجه التفاعلات الطبيعية للشعوب، حتى دون أن تتدخل الأنظمة بفعل إيجابي في دعم الطوفان.. فقط: لو تركوا التفاعلات الطبيعية الشعبية، ورفعوا أيديهم عن دعم الكيان!!
هل كان يجرؤ الكيان -والحال هكذا- أن يبقى في الحرب إلى هذه اللحظة؟!!
فهل كان يجرؤ أن يطير بطائراته الحربية ليقصف البلد -وسيط التفاوض- بعد أن يمر على بلديْن آخريْن على الأقل؟!!
إن كل ما حصل وما يحصل إنما هو نتيجة أمريْن يتفاعلان معا: الخيانة والشلل..
- الخيانة التي تجعل الصهاينة يضربون حيث شاؤوا وهم مطمئنين تماما..
- والشلل الذي يجعل الآخرين يستميتون لتفويت الفرصة وسحب الذريعة وعبور المرحلة دون الانخراط في مواجهة!!
وكل تأخر لهم في الانخراط فيها، يؤدي إلى انخراطهم فيها وقد فقدوا كل أنواع المبادرة وكل أوراق القوة والمساومة..
فلا تتحدثوا الآن -يا أصدقاء- عن رد فعل مرتقب.. اللهم إلا إن كان رد الفعل المرتقب بيانات من مجلس الأمن والجمعية العمومية وأوراق سقفها: قرارات من محكمة دولية، لن يساوي الحبر الذي كتب به!!
المصدر
صفحة الأستاذ محمد إلهامي، على منصة X.
اقرأ أيضا
سقوط السيسي يقرب فتح القدس أكثر من سقوط نتنياهو!!