42 – مفهوم 5: الميثاق الذي أخذه الله على بني آدم هو التوحيد
الميثاق الذي أخذه الله على بني آدم هو ما أودعه في فطرهم من الإقرار بأنه ربهم وخالقهم ومليكهم؛ وذلك قوله تعالى: (وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ) [الأعراف:172]، وليس المقصود بالآية أن الله احتج عليهم بما أقروا به وقت استخراجهم من ظهر آدم عليه السلام وأشهدهم على أنفسهم بذلك -على ما قال به البعض- ولا تقتضيه حكمة الله تعالى، والواقع يشهد أن هذا العهد والميثاق لا يذكره أحد ولا يخطر ببال آدمي، فكيف يحتج الله عليهم بأمر ليس عندهم به خبر، ولا له عين ولا أثر؟! فدلَّ ذلك على أن المقصود به هو ما أودعه الله في فطرهم عند ولادتهم من التوحيد؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويشرِّكانه) [رواه البخاري (1359)، ومسلم (2658)، وينظر تفسير السعدي للآية].
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم