نحن على أعتاب تحوّل تاريخي كبير..
فهل آن أوان العودة الحقيقية للإسلام الجامع؟

هذه الخلافة الواعدة الموعودة لن تأتي – بداهة – بصورة مفاجئة، بل لابد أن تسبقها مقدمات وممهدات، في خطط وخطوات وبرامج واستحقاقات..

متى وإلى متى ..؟

المرحلة الزمنية التي نعيشها هي الأنسب والأقرب لإطلاق هذا المشروع الجامع لأهل السنة على مستوى الأمة، لأن هذه المرحلة تمثل – فيما أرى – مدة زمنية استثنائية انتقالية بين زمان الضياع وأوان الرجوع.. فهي فارقة بين نهايات حقبة الجبرية العنيدة المريدة ؛ وبدايات عهد الخلافة الراشدة الجديدة..

.. لا شك أن مرحلة الحُكم الجبري العلماني التي عاشتها أمتنا ولا تزال تعيشها بعد إسقاط الخلافة العثمانية منذ نحو مئة عام؛ هي أسوأ وأسود المراحل التي مرت بالمسلمين منذ بدء الرسالة، لشهودها نازلة تغييب الشريعة عن الحكم، بل فصلها عن الحياة.

ولكن العجيب أن تلك المرحلة الجبرية الظلماء سيليها مباشرة زمان عودة الخلافة – نعم؛ الخلافة – على منهاج الدين الخالص، وذلك ما أخبر عنه النبي – صلى الله عليه وسلم- حين قال: (تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ إذا شاء أن يرفعها، ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ إذا شاء أن يرفعها، ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا، فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها إذا شاء أن يرفعها، ثم يكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّا فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ إذا شاء أن يرفعها، ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ. ثم سكت..) 1(1) أخرجه أحمد برقم  (١٨٤٠٦) والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٤٩١) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة..

بين التجديد والتمكين: دور أهل السنة في إقامة المشروع الإسلامي

.. وهذه الخلافة الواعدة الموعودة لن تأتي – بداهة – بصورة مفاجئة، بل لابد أن تسبقها مقدمات وممهدات، في خطط وخطوات وبرامج واستحقاقات..وهي ما اصطُلح على تسميته بــ (المشروع الإسلامي)..وهو الذي نرى أنه لن يكون حقًا إسلاميًا حتى يكون سُنيًا، ولن يكون سُنيًا حتى تكون مساراته العملية سائرة وفق استقامة منهجية، ولن يكون ذلك كذلك إلا إذا كان هذا المشروع جامعا لأهل العلم والعمل، من كل اتجاهات وكيانات أهل السنة المجتمعين على السنة، ونخص منهم خواصهم وخلاصتهم الذين جاءت أوصافهم في الأحاديث المتواترة عن (الطائفة المنصورة) التي سيكون على يديها تمكين الدين كما كانت سببا في تجديد الدين في بدايات هذا القرن الهجري، تصديقًا للسنة القدرية التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة عام من يجدد لها دينها)2(2) رواه أبو داود (رقم/4291) وصححه السخاوي في “المقاصد الحسنة” (149)، والألباني في “السلسلة الصحيحة” (رقم/599)...

عز الإسلام وذل الكفر: تحقيق الوعد النبوي في العصر الحديث

..ولا ينبغي لأحد أن يستبعد حصول انتصار الدين وانتشاره في ربوع العالمين ، خاصة مع ثبوت الخبر عن الرسول الأمين – صلوات الله وسلامه عليه عندما قال: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر)3(3) رواه أحمد، ، وصححه  ابن حبان والحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني...

فتمكين الدين قادم قادم..بنا أو بغيرنا، فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا..

وللحديث بقية بإذن الله..

الهوامش

(1) أخرجه أحمد برقم  (١٨٤٠٦) والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٤٩١) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

(2) رواه أبو داود (رقم/4291) وصححه السخاوي في “المقاصد الحسنة” (149)، والألباني في “السلسلة الصحيحة” (رقم/599).

(3) رواه أحمد، ، وصححه  ابن حبان والحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني..

المصدر

صفحة د.عبدالعزيز كامل، على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

نحو مشروع جامع ..لأهل السنةوالجماعة [١]

المشروع الجامع لأهل السنة.. لماذا..؟ [٢]

الصف الإسلامي العام ..هل آن الأوان؟

التعليقات غير متاحة