194 – مفهوم 7: القضاء والقدر هو سر الله تعالى في خلقه
لا تقوم شجرة الإيمان بالقدر في قلب العبد المؤمن إلا على ساق التسليم بأن الله عزّ وجلّ حكم عدل لا يظلم أحدًا، وله الحكمة البالغة فيما يقدره في خلقه، وما لا تظهر لنا حكمته فيمـا يقضيه سبحانه فلقصور عقولنا عن إدراك أسـرار قدره عزّ وجلّ؛ يقول الإمام الطحـاوي -رحمه الله-: «وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه؛ لم يَطَّلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل، والتعمُّق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظرًا وفكرًا ووسوسة؛ فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه؛ كما قال تعالى في كتابه: (لَا يُسۡـَٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسۡـَٔلُونَ) [الأنبياء:23]، فمن سأل: لِمَ فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين» [شرح العقيدة الطحاوية، ص 249]، والله عزّ وجلّ لا يُسأل عما يفعل لأنه لا يفعل إلا ما فيه حكمة.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445