156 – مفهوم 4: الفرق بين الرسول والنبي
اشتهرت مقولة: «إن الرسول هو من أُوحي إليه وأُمِر بالتبليغ، أمَّا النبي فهو من أوحي إليه لكنه لم يؤمر بالتبليغ»، وتلك مقولة غير دقيقة ولا صحيحة، والصواب: أن الرسول هو من أرسله الله؛ فهو مرسل برسالة الإسلام وشريعة جديدة، ورسالته يكون ضدها قوم كفار مكذبون بها، أمَّا النبي فهو المنبئ عن الله؛ فهو قد نزل عليه الوحي من الله ليدعو قومه إلى عبادة الله وحده وفق شريعة أنزلها الله على رسول قبله؛ فهو مبعوث إلى قوم يؤمنون برسالة رسول قبله؛ مثال ذلك: أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يحكمون قومهم ويسوسونهم وفق أحكام التوراة التي أُنزِلت على موسى عليه السلام؛ قال تعالى: (إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ) [المائدة:44]، وعلى هذا فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا، والجميع مأمورون بتبليغ دعوة الله إلى قومهم.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445