3 – مفهوم 3: العقيدة الإسلامية مغروسة في الفطرة البشرية:

العقيدة الصحيحة مغروسة في فطرة المرء منذ ولادته كما قال صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويشرِّكانه)[رواه البخاري(1359)،ومسلم(2658)]، وفي رواية لمسلم:(لا يولد مولود إلا على هذه الملة، فأبواه يهودانه وينصرانه…)[مسلم (تحت 2658)]،

ففي الرواية الأولى لم يذكر الإسلام مع اليهودية والنصرانية والشرك، فدل على أن الفطرة التي يولد عليها المولود هي الإسلام كما صرَّحتْ به رواية مسلم الثانية: (لا يولد مولود إلا على هذه الملة). وفي الحديث القدسي: (… وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرَّمتْ عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا…) الحديث [رواه مسلم (2865)].

والذي يدل من القرآن الكريم على أن العقيدة الإسلامية مغروسة في فطرة البشر كلهم هو قول الله تعالى: ( وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡ‌ۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآ‌ۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ ١٧٢ أَوۡ تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أَشۡرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةٗ مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ‌ۖ أَفَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ) [الأعراف:172-173]، وهو ما يُعرف عند المفسرين وعلماء العقيدة بالميثاق المأخوذ على الذرية في ظهور بني آدم؛ فهذا الميثاق هو الفطرة والعقيدة المغروسة في النفس البشرية قبل ولادتها، ثم تُجدَّد هذه العقيدة مع الرسل الذين يبعثهم الله لا لإنشاء عقيدة أخرى مستقلة، وإنما تجديدًا للعقيدة القديمة بالتذكير بها، وتفصيل مضمونها، وإظهار مقتضياتها من العبودية لله وحده والانخلاع عن عبودية ما سواه، مع العمل الصالح، والسلوك القويم، والتوجه بكل ذلك إلى الله وحده صاحب العهد والميثاق القديم.

ثم يترتب على هذا العهد والميثاق مع الله كل العهود والمواثيق مع البشر؛ فمن يرعى العهد الأول يرعى سائر العهود؛ لأن رعايتها فريضة بموجب العهد الأول.

انظر أيضا

مفاهيم حول مقدمات في العقيدة
موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة