35 – مفهوم 8: الشرك الأصغر
- الشرك الأصغر هو ما جاء في النصوص الشرعية تسميته شركًا ولكنه لم يصل إلى حد الشرك الأكبر المخرج من الملة، ومن أمثلته: التطير، والحلف بغير الله؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله تعالى فقد أشرك) [رواه أحمد (5375)، وأبو داود (3251)، وغيرهما، وصحَّحه الألباني (صحيح الجامع 6204)].
- ومن الشرك الأصغر أيضًا قول: «لولا الله وفلان لحدث كذا وكذا»، وقول: «ما شاء الله وشئت»؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال له ذلك: (جعلتني لله عدلًا، بل ما شاء الله وحده) [رواه أحمد (2561)، وحسَّنه الأرناؤوط في تخريجه للمسند]، وفي رواية أخرى: (أجعلتني لله ندًّا؟) بدلًا من (عدلًا) [أخرجها البخاري في الأدب المفرد، وصحَّحها الألباني].
- ومن الشرك الأصغر أيضًا: الرياء؛ فقد سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وحذَّرنا منه؛ قال: صلى الله عليه وسلم (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: (الرياء…) الحديث [رواه أحمد (23636)، والبيهقي: شعب الإيمان (6831)، والبغوي: شرح السنة (4135)، وحسَّنه الأرناؤوط]، كما سمَّاه صلى الله عليه وسلم أيضًا: (الشرك الخفي) [أخرجه أحمد (11270)، وابن ماجه (4204)، وحسَّنه الألباني (صحيح الجامع 3729)]. ويسمى الرياء شركًا خفيًا لأن المرء يقع فيه دون أن يدري؛ فهو أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء، وهو من أمراض القلوب الخطيرة المحبطة للعمل؛ لأنه من إرادة الدنيا بعمل الآخرة، وقد ورد في الحديث أن أول من تُسعَّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة: أحدهم قارئ للقرآن، والثاني مقاتل، والثالث منفق جواد، وادَّعوا فعل ذلك في سبيل الله فأكذبهم الله وذكر أنهم فعلوا ذلك ليقال: قارئ، وشجاع، وجواد، فكانوا أول من تُسعَّر بهم النار [ينظر: سنن النسائي (3137)، وصحَّحه الألباني].
- وينبغي ألا يستهان بمثل هذه المعاصي لوصفها بالشرك الأصغر؛ فإنما سميت كذلك مقارنة بالشرك الأكبر المخرج من الملة، وإلا فهي من كبائر الذنوب المحبطة للعمل.
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم