31 – مفهوم 4: الشرك أعظم الظلم
قال الله تعالى: (إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ) [لقمان:13]، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: (أن تجعل لله ندًّ وهو خلقك)» [رواه البخاري (4477)، ومسلم (86)].
والشرك أعظم الظلم لأنه وضع للعبادة في غير ما وضعت له، وصرف لها أو لشيء منها عن الله عزّ وجلّ الخالق المدبر، رب العالمين ورازقهم، المستحق وحده لجميع العبادات، إلى مخلوق ضعيف لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا. فمضمون الشرك هو تنقيص رب العالمين سبحانه، وصرف خالص حقه لغيره، وعدل غيره به؛ كما قال تعالى: (ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ) [الأنعام:1]؛ فهو مناقض للمقصود بالخلق والأمر، منافٍ له من كل وجه، وذلك غاية المعاندة لرب العالمين والاستكبار عن طاعته وعن الانقياد لأوامره التي لا صلاح للعالم إلا بها.
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم