41 – مفهوم 4: اسم «الرب» من أكثر الأسماء التي يدعى بها الله عزّ وجلّ
لما كان الرب هو مربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وهو المربي على وجه الخصوص لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم؛ لما كان الأمر كذلك كان أكثر دعاء أنبياء الله وأصفيائه وأوليائه بهذا الاسم الجليل؛ حيث صدَّروا أدعيتهم به:
– فقـال آدم عليه السلام وزوجـه: (رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ) [الأعراف:23].
– وقال نوح عليه السلام: (رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ)[نوح:28].
– وقال موسى عليه السلام: (رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِأَخِي وَأَدۡخِلۡنَا فِي رَحۡمَتِكَۖ)[الأعراف:151].
– وقال يوسف عليه السلام: (قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ)[يوسف:33]، وقال:(رَبِّ قَدۡ ءَاتَيۡتَنِي مِنَ ٱلۡمُلۡكِ وَعَلَّمۡتَنِي مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَنتَ وَلِيِّۦ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ تَوَفَّنِي مُسۡلِمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ) [يوسف:101].
– وقال زكريا عليه السلام: (رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ) [آل عمران:38].
– وقال سليمان عليه السلام: (رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ)[ص:35].
– وقال عباد الله الصالحون: (رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ) [آل عمران:193].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يدعو باسم «الرب»، ويمجده ويعظمه به؛ فمن ذلك:
– قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلك على سيد الاستغفار؟ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك…) [رواه البخاري (6306)].
– وقوله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه: (اللهم رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء…) [رواه مسلم (2713)].
– وقوله صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل: (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل) [رواه مسلم (770)].
– وقوله صلى الله عليه وسلم عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم) [رواه البخاري (6345)].
فكل هذا يدل على تضمن هذا الاسم لمعانٍ عظيمة، ولأَجْلِها يُدعى الله به.
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم