252 – مفهوم 5: الخوارج

الخوارج طائفة خرجت على حين فُرقةٍ من المسلمين، فكفَّروا عليًّا رضي الله عنه لقبوله التحكيم، وكفَّروا الصحابة عدا الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم انتهوا إلى تكفير عامة المسلمين بالمعاصي، فلزم على قولهم أنه لم يتبق أحد مسلمًا سواهم، وانتهى بهم معتقدهم الباطل إلى استباحة دماء المسلمين وأموالهم. وأصلهم: ذو الخويصرة التميمي الذي اعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قسمته للغنائم وقال: «يا رسول الله اعدل»، فقال صلى الله عليه وسلم: (ويلك! ومن يعدل إن لم أعدل؟!…) ثم قال صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: (دعه؛ فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية…) [رواه البخاري (4667)، ومسلم (1064/148) واللفظ له]، وقد اختلف العلماء في تكفيرهم، ووصفهم أحد العلماء بأنهم قومٌ جمعوا بين الجهل والجفاء، ولذا فقد انقسموا على أنفسهم وكفَّر بعضهم بعضًا.

تنبيه: هناك اليوم من يلبس على المسلمين فيرمي المجاهدين الذين يجاهدون الغزاة المحتلين لديار المسلمين من روس ويهود وأمريكان بأنهم خوارج، ويرمون كل من يدعو إلى الجهاد والبراءة من الكفار وإلى عداوتهم بأنه من الخوارج، ويطلقون ذلك أيضًا على من يتبرأ من أئمة الكفر والطواغيت الذين استحلوا ما حرَّم الله، ورفضوا شرع الله، ووالوا أعداء الله، وعادوا أولياء الله؛ فانتفت بذلك شرعية ولايتهم وانتفى وصف من يتبرأ منهم بأنه من الخوارج، ولهذا فكل هذه التهم التي يُرمى بها الدعاة والمجاهدون هو من الظلم لهم والبهتان المبين.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الفِرَق والطوائف والملل

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة