120 – مفهوم 4: الجن وعلم الغيب
ادِّعاء الدجالين والمشعوذين اطلاعهم على الغيب من خلال التواصل مع الجن هو محض افتراء ودجل؛ فقد قال تعالى: (قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُ) [النمل:65]، وهذا يصدق على كل من في السماوات والأرض ويشمل الإنس والجن جميعًا، وبشأن الجن خاصة قال الله تعالى عن الجن المسخرين لخدمة نبيه سليمان عليه السلام: (فَلَمَّا قَضَيۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَوۡتَ مَا دَلَّهُمۡ عَلَىٰ مَوۡتِهِۦٓ إِلَّا دَآبَّةُ ٱلۡأَرۡضِ تَأۡكُلُ مِنسَأَتَهُۥۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلۡجِنُّ أَن لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ٱلۡغَيۡبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ) [سبأ:14].
وقد كان شياطين الجن قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يسترقون السمع من السماء فيخطفون الكلمة من الحق فيخلطون معها مائة كذبة ويقذفونها في آذان أوليائهم من الكهان والعرافين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [يُنظر الحديث في البخاري (5762)، ومسلم (2228)]، فلما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم مُنعت الجن من استراق السمع من السماء؛ قال تعالى: (وَلَقَدۡ جَعَلۡنَا فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَزَيَّنَّٰهَا لِلنَّٰظِرِينَ (١٦) وَحَفِظۡنَٰهَا مِن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٍ (١٧) إِلَّا مَنِ ٱسۡتَرَقَ ٱلسَّمۡعَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ مُّبِينٞ) [الحجر:16-18]، وفي سورة الجن: (وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا (٨)وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا) [الجن:8-9]، وقال تعالى: (لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ (٨) دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ (٩) إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ) [الصافات:8-10]. فلا يجوز أبدًا اعتقاد علم الجن للغيب، أو تصديق الكهان والعرافين فيما يقولون، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) [رواه مسلم (2230)].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445