45 – مفهوم 8: الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية
ومن أعظم لوازم توحيد الربوبية: الاستدلال به على توحيد الألوهية، لذا أُفردت بمفهوم مستقل؛ ذلك أن الرب الذي خلق السماوات والأرض وما فيهن، والذي يملك وحده التصرف فيها وتدبير أمورها هو وحده الذي يستحق أن يُعبَد ولا يُشرك معه أحد في ذلك؛ ولهذا جاءت الآيات بالاستدلال بالربوبية على الألوهية وإنكار الشرك في عبادة الله تعالى بعد الإقرار بالربوبية؛ فمن ذلك قوله تعالى: (قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ ٥٩ أَمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهۡجَةٖ مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ يَعۡدِلُونَ) [النمل:59 -60]، وعلى النسق نفسه جاءت بقية الآيات حتى الآية 64، وهي قوله تعالى: (أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ) ، وقال تعالى: (أَيُشۡرِكُونَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡـٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ ١٩١ وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ)
[الأعراف:191-192]. ومثل هذه الآيات التي يستدل فيها بالربوبية على الألوهية
كثير؛ كما في: [البقرة:21-22]، و[النحل:17]، و[المؤمنون:88-90]، و[الزمر:38].
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم