299 – مفهوم 4: الاجتهاد في الشعائر التعبدية والإخلاص فيها
الاجتهاد في الشعائر التعبدية بصدق وإخلاص يعين على إتمام العبادة بمفهومها الشامل -بأن تكون حياة المرء كلها لله- فالشعائر التعبدية ليست بمعزل عن السلوك الاجتماعي أو الأخلاقي في الحياة، بل الترابط بينهما وثيق، وهي زاد المرء في طريق العبادة الشاملة؛ فالله سبحانه بعد أن أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالقرار في البيت ونهاهن عن تبرج الجاهلية الأولى -وتلك أمور سلوكية اجتماعية- أمرهن بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وفي ذلك إشارة إلى دور الشعائر التعبدية في الإعانة على أداء الأوامر السلوكية والأخلاقية وارتباطها بها؛ قال تعالى: (وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ) [الأحزاب:33]، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر: (وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ) [العنكبوت:45]، وعبادة الدعوة إلى الله يُعين عليها قيام الليل وتلاوة كتاب الله؛ قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ (١) قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا (٢) نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا (٣) أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا (٤) إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا) [المزمل:1-5]، فكان الإعداد للقول الثقيل، والتكليف بالدعوة هو قيام الليل وترتيل القرآن.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445