238 – مفهوم 8: الإنسانية

وهذا مفهوم آخر من مفاهيم الجاهلية التي تناقض رابطة العقيدة والتوحيد؛ إذ تنادي بإحلال هذه الرابطة محل رابطة الدين؛ لأنها -بزعمهم- تُجّمِّع الناس ولا تفرقهم؛ فأي إنسان -في تصورهم وزعمهم- هو أخوك ولو كان كافرًا؛ سواء كان ملحدًا أو نصرانيًّا أو يهوديًّا، أو بوذيًّا، أو هندوسيًّا، …إلخ؛ فكل هؤلاء في نظرهم هم إخوانك.

وهذه دعوى باطلة وغير واقعية؛ إذ لا يمكن في الواقع تجميع الناس حول هذه الرابطة وإلغاء رابطة الدين؛ فذلك مخالف لسنن الله في الأرض؛ قال تعالى: (وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ) [هود:119،118]، وقد قضى الله عزّ وجلّ بدوام المدافعة بين أهل الحق وأهل الباطل في هذه الحياة الدنيا؛ قال تعالى: (وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:40]؛ فدعوى الإنسانية تناقض سنن الله، وتنافي عقيدة الولاء والبراء، وتعطل شريعة الجهاد في سبيل الله.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الولاء والبراء

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة