310 – مفهوم 15: الإحسان

يتناول الإحسان أمرين رئيسين:

أحدهما: الإحسان في العبادة، وهو أعلى مراتب العبادة كما قال صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [رواه البخاري (50)، ومسلم (9)]، وقد سأله ذلك بعد سؤاله عن الإسلام والإيمان.

والثاني: الإحسان إلى الخلق؛ ومنه قول الله تعالى: (ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ) [آل عمران:134].

وكمال الإحسان في الإتيان بالأمرين جميعًا: الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان في التعامل مع الخلق، وقد اجتمع الأمران في قول الله تعالى: (وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا وَٱدۡعُوهُ خَوۡفٗا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ) [الأعراف:56]، حيث دلَّ قوله تعالى(وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا) على الإحسان في التعامل مع الخلق، ودلَّ قوله تعالى:  (وَٱدۡعُوهُ خَوۡفٗا وَطَمَعًا) على الإحسان في عبادة الله تعالى، ثم رتَّبتْ الآية على الإتيان بكلا الأمرين نيل رحمة الله تعالى: (إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ)، فكلما كان العبد أكثر إحسانًا كان أقرب إلى رحمة الله عزّ وجلّ، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول العبادة ومعناها

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة