67 – مفهوم 7: طريقة القرآن الكريم: الإثبات المفصل للصفات والنفي المجمل لها

جاءت آيات القرآن الكريم في وصف الله تعالى بالإثبات المفصل والنفي المجمل؛ فيكثر فيها وصف الله تعالى بأنه: الحي، القيوم، العليم، الحكيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، …إلى آخره. بينما ورد النفي مجملًا؛ كقول الله تعالى: (لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ)[الشورى:11]، وقوله: (وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ) [الإخلاص:4]، وهذا هو مقتضى المدح والتنزيه؛ ألا ترى أنك حين تمدح ملكًا أو سيدًا تقول له: أنت حكيم، وعادل، ورحيم، ومدبِّر، …إلخ، أنت لست كأحد من رعيتك، ولا تقول له: أنت لست جاهلًا، ولا لئيمًا، ولا زبالًا، …إلخ، ولو قلت مثل ذلك لغضب منك وعدَّ كلامك انتقاصًا له، ولله المثل الأعلى.

وليُعلم أنه إذا ورد في الآيات نفي مفصل فإنما يكون لإثبات كمال ضده مما ذكر من صفات المدح؛ فقول الله تعالى: (لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞ) ورد لإثبات كمال حياته وقيوميته عزّ وجلّ الواردين في أول الآية: (ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ) [البقرة:255].

والأصل أيضًا أن الله تعالى موصوف بكل كمال وجلال، ومنزه عن كل نقص وعيب؛ فكل صفة نقص وعجز هي بالقطع منفية عن الله تعالى؛ كالجهل، والفقر، والظلم، والعجز، …إلخ. ولمَّا نفى الله عزّ وجلّ عن نفسه العجز أثبت في مقابله ما يضاده من العلم والقدرة؛ لأن العاجز إنما يعجز عن أمر ما إما لجهله به أو لعدم قدرته على فعله؛ قال تعالى: (وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعۡجِزَهُۥ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمٗا قَدِيرٗا) [فاطر:44].

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول توحيد الأسماء والصفات

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة