87 – مفهوم 27: اقتران اسم الله «العزيز» باسميه: «الحكيم» و«الرحيم»
كثر اقتران اسم الله (العزيز) في المرات الثماني والثمانين التي ذكر فيها باسمين كريمين آخرين: (الحكيم)، و(الرحيم):
– فقد اقترن باسم (الحكيم) خمسًا أو ستًا وأربعين مرة؛ وما ذاك إلا لينتفي توهم أن عزة الله فيها شيء من الظلم أو الجور -كما هو الحال في عزة أغلب أهل الأرض- فعزته سبحانه لا تكون إلا مقرونة بالحكمة والعدل؛ ومن أمثلة ذلك: عزته التي اقتضت حد السرقة: (وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰلٗا مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ) [المائدة:38]؛ فهي مقرونة بالحكمة لكف هذا الحد الناس عن السرقة.
– كما اقترن اسم الله (العزيز) باسمه (الرحيم) ثلاث عشرة مرة؛ منها تسع مرات في سورة الشعراء وحدها؛ حيث يأتي عقب كل قصة من قصص الأنبياء مع قومهم قول الله عزّ وجلّ: (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ ٨ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ) [ينظر سورة الشعراء الآيات:8، 67، 103، 121، 139، 158، 174، 190، 216]، وهذا الاقتران في هذه الآيات لأن القصص تحكي إهلاك الله تعالى للكافرين المكذبين من كل قوم، وتنجية المؤمنين منهم مع أنبيائهم، فيفيد التعقيب: أن الله (عزيز) على الكافرين (رحيم) بالمؤمنين، كما أن هذا الاقتران ينفي أيضًا توهم بعض الناس أن العزة تنافي الرحمة؛ فالله سبحانه ينفي ذلك عن نفسه، ويبين أنه عزّ وجلّ: عزيز، قوي، مقتدر، وهو مع ذلك: رحيم، لطيف، كريم.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445