91 – مفهوم 31: اسم الله «المهيمن» وآثار الإيمان به
ورد اسم الله (المهيمن) في آية سورة الحشر: (هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ… )[الحشر:23].
و(المهيمن) هو الشاهد الرقيب الحافظ، وقيل: أصله بهمزتين: (مؤأمِن) أي: يؤمِّن غيره من الخوف، وقلبت الهمزة الثانية ياء كراهة اجتماع همزتين، ثم قلبت الأولى هاء كما يقولون في أراق: هراق.
ومن كان شاهدًا على أحد مراقب وحافظ له فهو مسيطر عليه، ولكنها سيطرة لصالح المسيطَر عليه ولتأمينه من الخوف والضياع؛ فقد وصف الله عزّ وجلّ القرآن الكريم بأنه مهيمن على الكتب السابقة؛ قال تعالى: (وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِ) [المائدة:48]، فالقرآن الكريم الذي هو كلام الله وصفة من صفات ذاته سبحانه حاكم على الكتب السابقة، ناسخ لبعض أحكامها، مظهر لما فيها من الحق، ونافٍ لما دخل عليها من تحريف.
فالله سبحانه (المهيمن) شاهد على خلقه وأعمالهم، رقيب عليهم وعلى أرزاقهم وآجالهم، حافظ لهم، ويؤمنهم من الضلال إن هم أطاعوه ولجأوا إليه سبحانه.
والإيمان بهذا الاسم الكريم يثمر:
1 – مراقبة الله في السر والعلن، والخوف منه وإجلاله؛ لكونه رقيبًا على خلقه شاهدًا عليهم.
2 – محبة الله عزّ وجلّ، وطاعته واللجوء إليه؛ لأنه الذي يؤمن خلقه من الهلاك والضياع في الدنيا والآخرة.
3 – الرضا بحكم الله وشرعه، والتحاكم إليه؛ لأن كتاب الله تعالى هو الحق المهيمن على سائر الكتب والشرائع.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445