95 – مفهوم 35: اسم الله «المقيت» وآثار الإيمان به
ورد اسم الله (المقيت) في قول الله تعالى: (مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةٗ سَيِّئَةٗ يَكُن لَّهُۥ كِفۡلٞ مِّنۡهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقِيتٗا) [النساء:85].
وللمقيت ثلاثة معانٍ:
1 – المقيت: الرقيب الحافظ الشهيد، وهو ما يدل عليه سياق الآية وورود حرف الجر (على) الذي ينبئ عن الاطلاع والمراقبة والشهادة.
2 – المقيت: القدير، وتدل عليه الآية أيضًا وحرف الجر فيها (على) الذي يومئ أيضًا إلى معنى القادر على الشيء، وهذا المعنى هو لغة قريش كما أنشد الزبير بن عبد المطلب:
وذي ضغن كففت النفس عنه * وكنت على مساءته مقيتا
أي: كنت قادرًا على الرد على مساءته.
3 – المقيت: معطي القوت، وهو ما يقتات به المرء ليحفظ نفسه؛ فهو بمعنى الوهاب الرزاق، وقد قال تعالى: (وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ) [فصلت:10]؛ فالله عزّ وجلّ قدَّر حاجة الخلائق بعلمه، ثم ساقها إليهم بقدرته ليقيتهم بها ويحفظهم. وفي الحديث: (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت) [رواه أبو داود (1692) وحسَّنه الألباني في صحيح أبي داود، ورواه أحمد (6495) وصحَّحه أحمد شاكر في تعليقه على المسند برقم (6842)].
آثار الإيمان بهذا الاسم الجليل:
– الاسم (المقيت) بمعنى الرقيب والشاهد له آثار الإيمان بالاسم الرقيب نفسه.
– والاسم (المقيت) بمعنى القدير له آثار الإيمان بأسماء الله: القوي، والقدير، والعزيز.
– أما (المقيت) بمعنى واهب الأقوات فله الآثار:
1 – محبة الله الواهب الرزاق المدبر لشؤون خلقه.
2 – الاعتماد على الله وحده والتوكل عليه في السعي على الرزق، وطلبه منه.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445