93 – مفهوم 33: اسم الله «المجيد» وآثار الإيمان به
ورد اسم الله (المجيد) في قوله تعالى: (رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٞ مَّجِيدٞ) [هود:73]، وقوله تعالى: (ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ) [البروج:15] على قراءة من قرأها بالرفع: (المجيدُ)؛ وهي قراءة السبعة عدا حمزة والكسائي الكوفيين؛ حيث يقرؤونها بالخفض على أنها صفة للعرش.
والمجد هو السعة وبلوغ النهاية في الكرم والشرف والجلال؛ فالله سبحانه (المجيد) أي: واسع الكرم فلا كرم فوق كرمه، وقد تمجَّد بفعاله وصفاته، ومجَّده خلقه لعظمته.
ووصف الله بـ(المجيد) يفيد كثرة صفات كماله وسعتها، وعدم إحصاء الخلق لها، وسعة أفعاله، وكثرة خيره ودوامه.
ومن أهم آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم:
1 – محبة الله عزّ وجلّ الذي وسع خلقه بكرمه وفضله ورحمته.
2 – ترك التعلق بالمخلوق الضعيف الفقير إلى الله بذاته مهما كان فيه من مجد أو كرم محدود، واللجوء إلى الله وحده الكريم المجيد.
3 – تمجيد الله سبحانه وتعظيمه وإجلاله بكثرة ذكره والثناء عليه بالتهليل والتكبير والحمد.
4 – التقرب إلى الله عزّ وجلّ للنيل من كرمه ومجده؛ وذلك كما يحب المرء أن يكون قريبًا من كل إنسان كريم مجيد؛ فلله المثل الأعلى، وإليه التقرب الأوفى؛ ويكون ذلك بطاعته والتماس مرضاته، والبعد عن معاصيه ومساخطه سبحانه لنيل المجد والكرم منه عزّ وجلّ؛ فالله لا يهب المجد والرفعة والذكر الحسن إلا لمن عبده وحده ومجَّده واتقاه.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445