76 – مفهوم 16: اسم الله «القيوم» وآثار الإيمان به
«القيوم» هو الذي قام بنفسه فلم يحتج إلى أحد، وقام به كل شيء؛ فكل ما سواه محتاج إليه بالذات [ينظر: مدارج السالكين (2/111)]، وقيوميته سبحانه دليل على كمال غناه وكمال قوته؛ لأن من قام بنفسه كان غنيًّا عن غيره كامل الغنى، وقادرًا بذاته تام القدرة. ومن معاني «القيوم» أيضًا: الباقي الذي لا يزول.
وجمعت آية الكرسي بين اسمي «الحي» و«القيوم»؛ فاسم «الحي» جامع لصفات ذات الله سبحانه، واسم «القيوم» جامع لصفات أفعاله؛ ولهذا قيل: إن «الحي القيوم» هما اسم الله الأعظم؛ لجمعهما لسائر معاني أسمائه وصفاته سبحانه.
ومن آثار الإيمان باسم القيوم على هذا النحو:
1 – إجلال الله وتعظيمه ومحبته؛ فالذي يقوم بذاته ويقوم به كل ما سواه هو أهل للإجلال والتعظيم والمحبة.
2 – تبرؤ المرء من حوله وقوته، وافتقاره التام لله الذي يقوم به كل شيء، وقطع التعلق بالمخلوق الضعيف الذي لا يختلف عمن يتعلق به في افتقاره إلى الله تعالى؛ ولذا ورد في الحديث الاستغاثة باسمي: «الحي القيوم»؛ قال صلى الله عليه وسلم: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) [رواه الترمذي (3524)، وحسَّنه الألباني في صحيح الترمذي].
3 – يقين عباد الله المتقين بحفظ الله لهم ولطفه ورعايته؛ فإذا كان يقيم كل المخلوقين: طائعهم وعاصيهم، فكيف تكون قيوميته لمن اتقاه وتولاه، وآثره على من سواه.
4 – إجابة دعوة من دعا باسمي: «الحي القيوم»؛ كما ورد في الحديث: أن رجلًا دعا فقال: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم». فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد دعا باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى) [رواه أبو داود (1493)، والترمذي (3475)، وصحَّحه الألباني في صحيح أبي داود (1326)].
5 – الخوف من الله تعالى وخشيته سبحانه؛ لأنه قائم على كل نفس، لا يخفى عليه شيء من أمرها؛ قال تعالى: (أَفَمَنۡ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۗ )[الرعد:33].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445