74 – مفهوم 14: اسم الله «العظيم» وآثار الإيمان به
مادة (ع ظ م) في اللغة تدل على الكِبَر والقوة، ومعظم الشيء: أكثره [ينظر مقاييس اللغة مادة (ع ظ م)]، والله عزّ وجلّ هو «العظيم» أي: القوي الكبير في كل كمال؛ فهو سبحانه عظيم في ذاته وأسمائه وصفاته: عظيم في رحمته، عظيم في قدرته، عظيم في حكمته، وهكذا في كل صفاته سبحانه؛ فهو موصوف بكل صفة كمال، وله من هذا الكمال أعظمه وأتمه.
كما أنه لا يستحق أحد من خلقه أن يعظم كما يعظم الله تعالى ولا يجوز ذلك؛ فالله وحده هو الذي يستحق أن يعظمه عباده بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم؛ وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذل والانكسار له، والخضوع لكبريائه، وخشيته، وحمده والثناء عليه، وشكره على نعمه.
والإيمان بهذا الاسم وتعظيم الله تعالى بموجبه له مظاهر وثمرات، منها:
1 – معرفته حق المعرفة، وإفراده بالعبادة، ونفي الشرك والأنداد عنه.
2 – الخشوع والخضوع له سبحانه، والانكسار لكبريائه عزّ وجلّ.
3 – محبته وإجلاله وتوقيره.
4 – إثبات ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، وتنزيهه عن أن يشبه أحدًا من خلقه.
5 – تعظيم أمره ونهيه الواردين في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وعدم التقديم بين يدي الله ورسوله برأي أو اجتهاد؛ قال تعالى: (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ)[الحج:30].
6 – تعظيم شعائر الله؛ كما قال تعالى: (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ) [الحج:32]، وشعائر الله تشمل: الحج ومواطنه، والصلاة ومساجدها -وخاصة المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم-، والزكاة، والصيام، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل أمور الإسلام الظاهرة الواجب اتصاف أمة الإسلام بها.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445