94 – مفهوم 34: اسم الله «الرقيب» وثمرة الإيمان به
ورد اسم الله (الرقيب) في ثلاث آيات: قوله تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا) [النساء:1]، وقوله تعالى: (فَلَمَّا تَوَفَّيۡتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ) [المائدة:117]، وقوله تعالى: (وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ رَّقِيبٗا) [الأحزاب:52].
والرقيب هو: الحافظ الشهيد الذي لا يغيب عنه شيء، ولا يغيب عما يحفظه؛ فالله سبحانه حفيظ شهيد على العباد وأعمالهم الظاهرة والباطنة، مُحصيًا لها، لا يغيب عنه شيء منها؛ يحيط سمعه بالمسموعات، وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية؛ فهو مطلع على ما أكنته الصدور، قائم على كل نفس بما كسبت، يحفظ المخلوقات ويجريها على أحسن نظام وأكمل تدبير.
ومن أهم ثمرات الإيمان بهذا الاسم الجليل: تحقيق مراقبة العبد لربه عزّ وجلّ؛ فهذه المراقبة هي التعبد بأسماء الله: الرقيب، الحفيظ، الشهيد، العليم، السميع، البصير؛ فمن عقل هذه الأسماء وتعبَّد بمقتضاها حصلت له مراقبته لله عزّ وجلّ، وحقيقة ذلك: دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الله على ظاهره وباطنه، وإذا تحقق له ذلك وملك عليه زمام نفسه أُورِثَ تقوى الله وراقب نفسه بحيث لا يراها ربها حيث نهاها، ولا يفتقدها حيث أمرها.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445