75 – مفهوم 15: اسم الله «الحي» وآثار الإيمان به
الله سبحانه هو الحي الباقي، الذي لا يجوز عليه الموت ولا الفناء -تعالى الله عن ذلك سبحانه- وحياته عزّ وجلّ كاملة لا يعتريها سنة ولا نوم؛ فالنوم أخو الموت، وقد قال الله تعالى: (ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞ) [البقرة:255]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام) [رواه مسلم (179)]، فحياته سبحانه تستلزم جميع صفات الكمال، وتنفي أضدادها من جميع الوجوه.
ومن أهم آثار الإيمان باسم «الحي» على هذا النحو:
– التوكل عليه سبحانه كما قال تعالى: (وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ)[الفرقان:58]؛ فمن يؤمن بحياة الله الكاملة التي لا يعتريها سنة ولا نوم يقوى توكله عليه جدًا، ويكون ربه هو ملجؤه وذخره في كل حين.
– الزهد في الحياة الدنيا الفانية وعدم الاغترار بها، لأن العبد مهما أُعطي من العمر فلا بد له من الموت، أما الحياة الدائمة فهي التي يهبها الله الحي القيوم لعباده في الآخرة؛ فينعم المؤمنين في جنات النعيم، ويعذب الكافرين في نار الجحيم؛ وذلك أبد الآبدين؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار جيء بالموت، حتى يُجْعل بين الجنة والنار، ثم يُذبح، ثم ينادي منادٍ: يأهل الجنة خلود ولا موت، يا أهل النار خلود لا موت؛ فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم) [رواه البخاري (6548)، ومسلم (2850)].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445