107 – مفهوم 47: اسم الله «الحكيم» وما يفيده
الحكيم في اللغة يفيد معنيين:
الأول: الحكيم بمعنى الحاكم؛ فهو صيغة مبالغة (فعيل) من اسم الفاعل (حاكم)، وهو في حق الله تعالى يتناول الحكم بنوعيه: القدري، والشرعي التكليفي أو الجزائي. وقد سبق الكلام على الحكم في المفاهيم [رقم عام من 50 إلى 52].
الثاني: الحكيم هو الذي يُحْكِم الأشياء ويتقنها فلا يكون فيها فساد ولا خلل، والحكيم: ذو الحكمة، والحكمة هي وضع الأشياء مواضعها وتنزيلها منازلها، أو هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم.
وعلى هذا المعنى الثاني للحكيم فالله (الحكيم) هو الذي له الحكمة العليا في خلقه وأمره؛ فلا يقول ولا يفعل إلا الصواب، ولا يعتري تدبيره خلل ولا زلل.
ويظهر أثر حكمته سبحانه في جميع خلقه، حتى ضعاف الخلق مثل النمل وسائر الحشرات؛ فيدل إتقان خلقها على وجود الله الصانع الحكيم كما يدل عليه خلق السماوات العظام، والأرض وما عليها من جبال، وما فيها من سهول وأنهار وبحار.
وحكمة الله تقتضي أنه عزّ وجلّ لا يفعل شيئًا عبثًا ولا لغير مصلحة؛ فأفعاله وأوامره كلها صادرة عن حكمة بالغة، ومن لوازم ذلك: ثبوت الغايات المحمودة لخلق الله وأمره، ووضع الأشياء مواضعها، وإيقاعها على أحسن الوجوه. وإنكار ذلك إنكارٌ لاسم (الحكيم) ولوازمه.
والخلاصة: أن حكمة الله تعالى تكون في أمرين أساسين: الحكمة في خلقه وتدبير أمورهم، والحكمة في شرعه وأمره عزّ وجلّ.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445