80 – مفهوم 20: اسما الله: «الكبير» و «المتكبر» وآثار الإيمان بهما
ورد اسم الله (الكبير) في القرآن الكريم في ستة مواضع؛ منها قول الله تعالى: (عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡكَبِيرُ ٱلۡمُتَعَالِ) [الرعد:9]، وقول الله تعالى: (فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ) [غافر:12]. وورد اسم الله (المتكبر) في قوله تعالى: (هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ) [الحشر:23].
والله سبحانه كبير الشأن في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ فكل شيء في الوجود يصغر أمام كبره عزّ وجلّ؛ ولهذا شُرع لنا تكبير الله عزّ وجلّ على العموم والإطلاق؛ قال تعالى: (وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ) [المدثر:3]، كما شُرع في أحوال ومواطن عديدة للتأكيد على هذا المعنى؛ فالصلاة تُفتتح بقولنا: «الله أكبر»، ويشرع التكبير في العيدين، وأول الأذان وآخره، وأول الطواف، وعند محاذاة الحجر الأسود في كل شوط، وعند الرقي على الصفا والمروة، وعند رمي الجمرات، وعقب الصلوات مع التسبيح والحمد، وفي عشر ذي الحجة، وعند النوم مع التسبيح والحمد أيضًا، وحال الجهاد في سبيل الله، وعند رؤية آية من آيات الله…إلخ.
وبالتأمل في هذه المواطن والأحوال نجد أن التكبير فيها يكون إما قبل الشروع في العبادة أو بعدها، أو في مواطن اجتماع الناس، أو عند لقاء عدو من إنس أو جن، أو عند رؤية آية من آيات الله؛ وكل ذلك يؤكد كون كل أحد، وكل شيء، وكل قيمة، وكل حقيقة تصغر أمام حقيقة الله الكبير المتعال.
واسم الله (المتكبر) كما أنه يفيد ما أفاده اسمه (الكبير) فهو يفيد أيضًا:
- تكبر الله وتنزهه عن كل سوء وشر.
- وتكبره وتنزهه عن الظلم فلا يظلم أحدًا سبحانه.
– وتكبره وتنزهه عن مشابهة خلقه في صفاته.
– وتكبره على عتاة البشر وجبابرتهم؛ فلا يقدرون على رد قضائه بهلاكهم وقتما يريد ذلك وفق حكمته وعلمه.
ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين الشريفين:
1 – امتلاء القلب بالتواضع لله تعالى والانقياد لأوامره وأحكامه.
2 – الخوف من الله تعالى وتعظيمه والحياء منه؛ مما يثمر التقوى والفرار من المعاصي.
3 – اليقين بأنه ما من متكبر وطاغية إلا سيقصمه الله عزّ وجلّ وفق حكمته في الدنيا والآخرة، وذلك يثمر عدم الاغترار بقوة الكفار وجبروتهم، وتفويض أمر النصر عليهم إلى الله عزّ وجلّ بعد السعي لتحقيق أسبابه وشروطه؛ فالله سبحانه هو الكبير المتعال.
4 – الجد في الدعوة إلى الله تعالى وتحمل أعبائها؛ لكونها أكبر من كل المصاعب والمتاعب التي يواجهها الداعي إلى الله؛ فالله سبحانه هو: (الكبير المتكبر).
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445