98 – مفهوم 38: اسما الله: «الرحمن» و«الرحيم» والفرق بينهما
صفة الرحمة ثابتة لله عزّ وجلّ بالكتاب والسنة، وهي صفة كمال لائقة بذات الله سبحانه كسائر الصفات.
وقد وُصِف الله عزّ وجلّ بـ(الرحمن) في القرآن الكريم نحوًا من خمس وأربعين مرة -غير ما ذكر في البسملة أول كل سورة- فمن ذلك: قول الله تعالى: (ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ) [الفاتحة:3]، وقوله تعالى: (وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ) [البقرة:163].
كما وُصِف الله عزّ وجلّ بـ(الرحيم) في القرآن الكريم نحوًا من مائة واثنين وثلاثين مرة -غير ما ذكر في البسملة أول كل سورة- ومن ذلك: قول الله تعالى: ﵟٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِﵞ [الفاتحة:3]، وقوله تعالى: (نَبِّئۡ عِبَادِيٓ أَنِّيٓ أَنَا ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) [الحجر:49].
وقد فرَّق العلماء بين الاسمين (الرحمن) و(الرحيم) بالفروق الآتية:
1 – أن (الرحمن) هو: ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة إضافة إلى ذلك. بينما اسم (الرحيم) يختص بالمؤمنين فقط؛ كما قال تعالى: (وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا) [الأحزاب:43]؛ حيث يدل تقديم الجار والمجرور (بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ) على اختصاص (رَحِيمٗا) بهم وحصرها فيهم؛ فالمعنى: كان بالمؤمنين لا غيرهم رحيمًا.
2 – أن (الرحمن) يدل على الرحمة الذاتية القائمة بذات الله تعالى، بينما (الرحيم) يدل على رحمة الله الفعلية المتعلقة بالمرحوم.
3 – لا يجوز أن يتسمى أحد أو يوصف بـ(الرحمن)، فهو اسم مختص بالله عزّ وجلّ، بينما يجوز وصف أحد من الخلق بأنه رحيم.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445