مفهوم الولاء والبراء هو أحد أهم مبادىء العقيدة، لكنه كثيرًا ما يُساء استخدامه وتطبيقه بانتقائية!
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو الهجوم على المقاومة الفلسطينية، واتهامها بالانحراف العقدي بسبب علاقتها مع إيران، بينما يتم التغاضي عن العلاقات الرسمية والوثيقة التي تربط العديد من الدول العربية والإسلامية بإيران، بل وبأمريكا وإسرائيل نفسها!
لماذا التركيز فقط على المقاومة؟!
بعض المنتقدين يستخدمون معيارًا مزدوجًا عند الحديث عن الولاء والبراء. عندما تسعى المقاومة لكسب أي دعم متاح لمواجهة الاحتلال، تُتهم بأنها “منحرفة في العقيدة” و”تحالفت مع أعداء الأمة”!
و لكن عندما تعقد الأنظمة السياسية تحالفات رسمية مع القوى المعادية للإسلام، يتم إيجاد المبررات والتفسيرات بأن هذا “مصلحة سياسية” و”حكمة دبلوماسية”.
إذا كان التعامل مع غير المسلمين في السياسة والعلاقات الدولية يُعدّ انحرافًا في الولاء والبراء، فلماذا يُحاسَب الضعفاء وحدهم، بينما تُبرَّر تصرفات الأقوياء؟
تبرير التطبيع والسكوت عن الاحتلال!
من الواضح أن بعض المنتقدين لا يتحدثون من منطلق شرعي خالص، بل من منطلق سياسي انتقائي، حيث تُستخدم مفاهيم العقيدة كأداة للهجوم على المقاومة، بينما تُبرَّر التصرفات نفسها عندما تأتي من جهات أخرى.
إذا كان الولاء والبراء يعني منع أي تعاون سياسي مع أي دولة غير مسلمة أو منحرفة عقديًا، فلماذا لم نسمع هذه الأحكام على الدول التي تتحالف مع أمريكا، وتطبع مع إسرائيل، وتفتح أراضيها للقواعد العسكرية الغربية؟
ما أخشاه أن طرح مسألة الولاء والبراء بهذه الطريقة قد يستغلها البعض لشرعنة التخلي عن دعم المقاومة، وتبرير التطبيع والسكوت عن الاحتلال!
ولو كان النقاش مبدئيًا وشرعيًا بحتًا، لتم توجيه النقد أولًا للدول والأنظمة التي تربطها علاقات رسمية ووثيقة مع القوى المعادية للأمة والمطبعة مع الصهاينة، بدلاً من التركيز فقط على فصيل مستضعف يحاول الدفاع عن شعبه بأدوات محدودة!
فإن كان الولاء والبراء حقًا هو المعيار، فليُطبق على الجميع، لا على المستضعفين فقط!
مرفق لكم جدولا يلخص لكم هذه الازدواجية
المصدر
صفحة د. خالد عبيد العتيبي، على منصة X.
اقرأ أيضا
من صفات المنافقين المسارعة في ولاء الكافرين
حدود الولاء المكفر .. حفظا للأمة ومنعا للغلو
من منكرات التطبيع مع اليهود؛ ولاية الكافرين ومظاهرتهم على المسلمين