57 – مفهوم 8: أهمية بيان شرك الحكم للأمة
لما كان الحكم بغير ما أنزل الله هو السائد في جُلِّ بلاد المسلمين أصبح لبيان الحق في هذه المسألة أهمية كبرى، ووجب على العلماء ودعاة الأمة توضيح ذلك والرد على الشبه المجوزة للحكم بغير ما أنزل الله؛ فقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ببيان الحق للناس وعدم كتمانه؛ قال تعالى: (وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ) [آل عمران:187].
وإن إشاعة العلم بهذه القضية ضرورة ماسة لتحمل هذه الأمة هَمَّ الإسلام وتتحرك به بعد أن استنامت طويلًا إلى مفاهيم مغلوطة صوَّرت لها فيما صوَّرت أن أمر تحكيم الشريعة أمرٌ ثانوي ولا علاقة له بشرعية النظام الحاكم، بل الشرعية وفق هذه المفاهيم المغلوطة تتحقق من خلال الانتخابات والبرلمانات، ومعسول الشعارات، وكذبوا فيما زعموا، بل ذلك هو الشرك المحض والكفر بما أنزل الله.
ولما كان هذا البيان لا يُرضي الطواغيت، فإنهم ولا غرو يهاجمون كل من يصدع به بقوة وحزم، ويصبُّون عليه صنوف البلاء والتنكيل، ويشوهون بالكذب والافتراء صورة دعاة الحق الذين يوضحون ذلك بادِّعاء أنهم إرهابيون وجهلاء، لذا يجب على دعاة الحق التسلح بالصبر في مواجهة هذا الباطل، وتوطين النفس على الثبات على الحق نصحًا لله ورسوله، وتحذيرًا من شرك الحكم وخطره.
المصدر:كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم