124 – مفهوم 8: أهداف الشيطان ومقاصده

الهدف العام الذي يسعى الشيطان لتحقيقه هو أن يُلقي الإنسان في النار ويحرمه من الجنة كما حُرِمَ هو منها؛ قال تعالى: (إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ) [فاطر:6]، وأهدافه التفصيلية لتحقيق هذا الهدف ووسائله لذلك عديدة، منها:

1 – إيقاع العباد في الشرك والكفر؛ قال تعالى: (كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ) [الحشر:16]، وفي الحديث القدسي: (…وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا…) [رواه مسلم (2865)].

2 – إيقاعهم في البدعة: وذلك أحب إلى الشيطان من الإيقاع في المعاصي؛ لأن ضررها في الدين، ولأن المعصية يمكن أن يتاب منها، أما البدعة فيندر أن يتوب منها صاحبها؛ لأنه لا يعتقد أنه على خطأ ومعصية.

3 – إيقاعهم في الذنوب والمعاصي: وذلك حين لا يقدر على إيقاعهم في الشرك والكفر؛ كما قال تعالى: (إِنَّمَا يَأۡمُرُكُم بِٱلسُّوٓءِ وَٱلۡفَحۡشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ) [البقرة:169]، وقال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [المائدة:91]، إلى غير ذلك من الآيات. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن الشيطان قد أيس أن يُعبد في بلادكم هذه أبدًا، ولكن ستكون له الطاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به) [رواه الترمذي (2159) وقال: حسن صحيح، وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي].

4 – صدهم عن الطاعة والعبادة؛ كما حكى الله تعالى عن قول الشيطان: (قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (١٦) ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ) [الأعراف:17،16]، وقال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [المائدة:91]. ومن ذلك أيضًا إفساد عبادات بني آدم وطاعاتهم؛ سواء بالوسوسة فيها، أو إدخال الرياء على قلب العبد؛ أو إلهائه عن الخشوع والتدبر في عبادته، …إلخ.

5 – إشغالهم بالمباحات والتوسع فيها.

6 – إشغالهم بالمفضول عن الفاضل.

7 – تسليط أوليائه من شياطين الجن والإنس لإيذاء عباد الله حين ييأس من إضلالهم.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الجن والشياطين

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة