81 – مفهوم 21: أسماء الله: «العلي»، «الأعلى»، «المتعال» وآثار الإيمان بها
جاء ذكر هذه الأسماء الحسنى في أكثر من آية في كتاب الله عزّ وجلّ؛ قال الله تعالى: (وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ) [البقرة:255]، وقال تعالى: (سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى) [الأعلى:1]، وقال تعالى: (عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡكَبِيرُ ٱلۡمُتَعَالِ) [الرعد:9]، واقترن اسم الله (العلي) واسمه (المتعال) باسمه (الكبير) في آيات عديدة؛ كما في الآية الأخيرة، وكما في قوله تعالى: (فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ) [غافر:12]؛ وذلك لأن هذه الأسماء مثل اسمه (الكبير) تدل على علو الله تعالى وكبره على كل شيء.
فـ(العلى) و(الأعلى) هو: العالي الذي ليس فوقه شيء، وهو الذي علا الخلق فقهرهم لقدرته، وهو الذي لا رتبة فوق رتبته، ولا تلحقه صفات الخلق، ولا تكيفه أوهامهم.
و(المتعال): الذي جلَّ عن إفك المفترين، وتنزه عن وساوس المتحيرين.
فلله تعالى جميع أنواع العلو:
1 – علو الذات بالاستواء على العرش؛ استواء يليـق بعظمته وجلاله كمـا قال تعالى: (ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ) [طه:5]، وعرشه فوق مخلوقاته جميعًا ومحيط بها.
2 – علو القهر والغلبة؛ كما قال تعالى: (وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ) [الأنعام:18].
3 – علو المكانة والقدر؛ كما قال تعالى: (وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ) [الروم:27]؛ والمثل الأعلى: الصفات الكاملة التي لا يخالطها نقص ولا يشوبها باطل.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445