0540 أثر أعمال القلوب الباطنة على أعمال الجوارح الظاهرة

540 – مفهوم 2: أثر أعمال القلوب الباطنة على أعمال الجوارح الظاهرة

ترتبط أعمال الجوارح الظاهرة بأعمال القلوب الباطنة ارتباطًا وثيقًا؛ فلا تصح الأعمال الظاهرة ولا تنفع إلا بصحة أعمال القلب الباطنة؛ فالصلاة رياءً فاسدة، والزكاة رياءً كذلك باطلة كما قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ) [البقرة:264]، ولذا فإن أعمال القلوب وإصلاح السرائر أوجب على العبد من أعمال الجوارح -مع وجوب كليهما- وبصلاحها تصلح الظواهر وبفسادها تفسد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) [رواه البخاري (52)، ومسلم (1599)]. 

وهل تتميز حقيقة المؤمن الصادق عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد منهما من الأعمال والأحوال؛ فالقلوب هي محل نظر الله عزّ وجلّ  كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [رواه مسلم (2564)]، فسبحان من كان السر عنده علانية، وخفايا القلوب له بادية.

وخلاصة القول: إن المطلوب هو أن يحرص المرء على أن يحقق كلاًّ من عبودية الجوارح وعبودية القلب، وأن يكون الظاهر متوافقًا مع الباطن ونابعًا منه. وهذا هو ما أضنى السلفُ أنفسَهم في العناية به لتنقية سرائرهم من الشوائب والآفات.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم عامة في أعمال القلوب

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة