إن المعارك التي تدور رحاها في غزة وأكناف بيت المقدس؛ بين معسكر الإيمان ومعسكر الكفران؛ قد فضحت وكشفت وقشقشت الكفر وأهله، والنفاق وأهله في داخل فلسطين وخارجها، وفي ذلك خير عظيم للمجاهدين والأمة بعامة.

البلاء من أجل التمييز والاصطفاء

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من أعظم حكم الله تعالى في سنة المدافعة بين الحق والباطل، وسنة الابتلاء والتمحيص؛ أن لا يترك الصف المؤمن يختبئ فيه النفاق وأهله، وأن لا يكون مرتعا للطفيليات والفيروسات تنخر في جسد الأمة وتوهنه، بل يقدر بعلمه ولطفه وحكمته أحداثا ومصائب يثيب فيها أولياءه، ويفضح فيها أعداءه، وأعداء أوليائه، من الكفار والمنافقين؛ ليعرفهم المؤمنون ويحذروهم (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) ولتتساقط الطفيليات من جسد الأمة. وقد بين الله عز وجل هذه الحكمة العظيمة البالغة؛ في قوله سبحانه: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) [آل عمران:179].

ما أشبه معركة طوفان الأقصى اليوم بمعركة تبوك

ومن أشهر الابتلاءات والغزوات التي فضح الله فيها المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، وما صاحبها من شدة ومكاره، تميز فيها المؤمنون الصادقون من المنافقين المكذبين، وأنزل الله عز وجل إثر ذلك سورة التوبة؛ التي سماها كثير من المفسرين بالفاضحة؛ لأن الله عز وجل فضح فيها المنافقين والذين في قلوبهم مرض. وتكرر في هذه السورة قوله سبحانه: (وَمِنْهُمْ…) (وَمِنْهُمْ…) (وَمِنْهُمْ…). وما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه معركة طوفان الأقصى اليوم بمعركة تبوك.

إن المعارك التي تدور رحاها في غزة وأكناف بيت المقدس؛ بين معسكر الإيمان ومعسكر الكفران؛ قد فضحت وكشفت وقشقشت الكفر وأهله، والنفاق وأهله في داخل فلسطين وخارجها، وفي ذلك خير عظيم للمجاهدين والأمة بعامة.

طوفان الأقصى يفضح بعض الفئات من الكفار والمنافقين

وفي هذه الورقة أحاول ذكر بعض الفئات من الكفار والمنافقين، وأهل القلوب المريضة، الذين فضحهم وعراهم طوفان الأقصى:

أولا: فضائح الكفار

لقد جاء الله عز وجل بهذا الطوفان في وقت بلغ اليأس والذلة والمهانة مبلغا عظيما بهذه الأمة، حتى أنه لم يبق إلا أن تنفذ المؤامرة في فلسطين، وبلدان المسلمين، وتهيئ المنطقة لهيمنة دولة اليهود، واحتلالها لدول المنطقة، والتحكم في ثقافاتها، واقتصادها، وتصفي القضية الفلسطينية، أو تدفن. فاللهم لك الحمد على غوثك ونصرك لهذه الأمة، ورفع الذل عنها. وجزى الله المجاهدين الأبطال في طوفان الأقصى بأن جعلهم سببا في إنقاذ الأمة الذي نالوا به الشرف العظيم.

كما فضح الله بهذه النازلة حقيقة قوة العدو الأسطورية، وكيف تهاوت، وبان عوارها، وأرغم المجاهدون أنفها. وإن من ألطاف الله عز وجل وحكمته الباهرة في هذا الحدث العظيم؛ أن فضح الله أمم الكفر، وكشف لنا حقيقة عدائهم، وما يضمرونه من كيد وحرب لدين الإسلام.

طوفان الأقصى معركة عقدية، وحرب دينية

وعداوة الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم لا تخفى على من تدبر كلام الله عز وجل، كما في قوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة:120]، وقوله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) [النساء:89]، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [آل عمران:118] والذين يقرأون القرآن ولا يتدبرونه قد ينخدعوا بالكفار ومكرهم وزعمهم أنهم يريدون السلام والإخاء والتسامح. فجاء الله بطوفان الأقصى ليكشف الله عز وجل للمخدوعين من المسلمين حقيقة المعركة مع الكفار؛ وأنها معركة عقدية، وحرب دينية، وفي هذا الوعي بحقيقة الكفار وعداوتهم خير للمسلمين.

كما فضحت هذه النازلة الكفار؛ في جوانب أخرى كانوا يخدعون بها الناس، ويلبسون عليهم بها، فبان كذبهم، ومعاييرهم المزدوجة، وسقطت الأقنعة، وبانوا على حقيقتهم، وفي هذا خير ونصر للمسلمين.

ومن فضائحهم التي كشفتها نازلة غزة:

  • أمضى الغرب وعلى رأسه أمريكا الطاغية عقودا من الزمن؛ يسوقون لحضارتهم التعيسة، وأنها تمثل الرقي والتقدم، والقيم والعدل، والديمقراطية وحقوق الإنسان، فذهب ذلك كله في الأسابيع الأُول من طوفان الأقصى، وبان للمسلمين ولشعوب الأرض قاطبة؛ بل ولشعوبهم ومواطنيهم تهافت هذه الشعارات، وكذبهم فيها، وخداعهم للناس بها، فلا عدل ولا أخلاق، ولا حرية ولا ديمقراطية، ولا حقوق الإنسان، وإنما هو الظلم والقذارة، والانحطاط والبهيمية، والمعايير المزدوجة، وهذا الوعي لم يكن ليحدث لولا تقدير الله عز وجل بعلمه وحكمته وإرادته لطوفان الأقصى، وفي هذا خير ونصر للمسلمين.
  • النظام العالمي الذي كان الغرب يسوق له منذ عقود، ويستخدم آلته الإعلامية في فرضه على العالم، وتزعم أمريكا له، كل ذلك سقط في أسابيع وتهاوت أركانه، فلله الحمد على ذلك.
  • كما قد بان للناس حقيقة هيئة الأمم الكافرة المتحدة؛ ودورها الإجرامي في مساندة اليهود، وعداوة المسلمين، حيث وقفت متفرجة على الإبادة الجماعية في غزة، بل ساهمت بشكل أو آخر في هذه الجرائم والمذابح.
  • وتمتد الفضائح إلى محكمة العدل الدولية؛ التي لم تجرؤ على تجريم اليهود، وأبت أن تسمي ما يحصل في غزة بالإبادة الجماعية، ولم تطالب بإيقاف الحرب، وإنما اكتفت بتحذير اليهود من أن ترقى جرائمهم إلى الإبادة الجماعية. وهذا كله متوقع من محكمة طاغوتية؛ لا تحكم بشرع الله، وأكثر أعضائها من أعداء الأمة من الغرب والشرق الكافرين.
  • فضحت نازلة غزة طواغيت العرب وحكامهم وجامعتهم العربية، وتآمرهم مع اليهود؛ في القضاء على حماس، وتصفية القضية الفلسطينية، وبان لأعشى البصر ردة كثير من هذه الأنظمة، ولا سيما التي ظهر منها معاونتهم لليهود، ومظاهرتهم لهم؛ بإرسال المعونات الاغاثية؛ سواء عن طريق عبور الشاحنات المحملة بالمعونات لليهود، القادمة من دولة الإمارات عبر بلاد الحرمين والأردن ووصولها إلى تل أبيب، أو تلك السفن التي تسير من بور سعيد في مصر إلى ميناء إيلات في فلسطين، أو محاصرة مصر لغزة؛ وإقفال معبر رفح أمام شاحنات المساعدة لغزة، وهذا كله معلن، ويعرفه القاصي والداني، وهذا لعمر الله ناقض من نواقض الإسلام، ورِدة عن دين الله. نعم يجب أن يصدع بهذا، وأن لا تأخذنا في الله لومة لائم. ويلحق بهؤلاء السلطة الفلسطينية؛ التي تتمالأ مع اليهود ضد المجاهدين.
  • انفضح الباطنيون الرافضة الكفرة، ودول الممانعة، وذهبت هتافاتهم (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل)، ووقفوا يتفرجون على مذابح أهلنا في غزة، وبان كذبهم ودجلهم في نصرتهم للأقصى، وأهل الأقصى وغزة.

ثانيا: فضائح المنافقين ومن في قلوبهم مرض أو شبهة

وقد فضحت لنا هذه الأحداث -التي يشكر الله عليها- كثيرا من المنافقين؛ المندسين في صفوف الأمة، كما فضحت لنا من تأثر بهؤلاء المنافقين من أصحاب القلوب المريضة؛ من أهل الأهواء والبدع.

ومن هذه الفئات:

  • فئات العلمانيين واللبراليين في هذه الأمة؛ الذين أظهروا شماتتهم بالمجاهدين، وتأييدهم لليهود والصليبيين في ما يقومون به من تدمير وقتل وتشريد للرجال والنساء والولدان، فهذه صحفهم وإعلامهم وقنواتهم القذرة ومراكز أبحاثهم تطفح بهذا الكره والعداوة للإسلام وأهله، وموالاة الكفر وأهله، وما قناة العربية و(إم بي سي) إلا مثال سوء على ذلك. وهم بهذه المظاهرة للكافرين قد أعلنوا ردتهم وخروجهم عن ملة الإسلام، وتجاوزوا مرحلة النفاق التي يخفي فيها المنافق كفره إلى إعلان الكفر والزندقة قال تعالى: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا) [آل عمران:120].
  • حزب الولاة والخلوف ومرجئة العصر؛ الذين يوالون الحكام الطغاة، ويقدسونهم باسم ولاة الأمر، ويوافقونهم في كل مواقفهم، في الوقت الذي يعادون فيه أولياء الله من الدعاة والمجاهدين، ويكيلون لهم كل التهم التي هم منها براء، ويحملون المجاهدين في غزة مصاب المسلمين فيها، ويرون الاستسلام لليهود، وعدم جهادهم، قال الله عز وجل عن أمثالهم: (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:49] وعن أمثال هؤلاء المعوقين يقول الله عز وجل عنهم: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [الأحزاب:18-19]
  • المرجفون في هذه الأمة المثبطون لها عن مقاومة الأعداء بحجة عدم القدرة، في الوقت الذي يضخمون فيه قوة العدو وما يملك من جيوش وعتاد وتقنية لا يمكن مواجهتها، وهذا قد يغتر به بعض ضعاف الإيمان من المسلمين، السماعون لهؤلاء المرجفين في إعلامهم الخبيث، والذين لا يرون إلا الأسباب المادية، وينسون أو يتناسون قوة الله عز وجل، وأن نواصي العباد بيده، وهو القاهر فوق عباده، ينسون كل ذلك، ولذا تراهم في حيرة وأمر مريج؛ في تفسير ما حصل من انتصارات في (7 أكتوبر) وما بعدها مع عدم التكافؤ بين قوة المجاهدين وقوة اليهود. وسبب حيرتهم هذه هو ضعف إيمانهم، وضعف معرفتهم بالله عز وجل وقدرته، وعدم فهمهم أنه هو الذي يدبر ويدير معركة الطوفان، وغيرها من الأحداث، وليست قدرات البشر قال الله تعالى: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) [الأنفال:17]، وقال تعالى: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [آل عمران:126]، وقال سبحانه: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ *وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم:4-7].
  • فئة بعض الدعاة والمثقفين الذين لا نشك في صدق ولائهم للإسلام، وعداوتهم للكفار، لكنهم تأثروا ببعض المعارضات التي يثيرها المعوقون وأهل الشبهات، فأصبحوا يشاغبون بها في مجالسهم أو منصاتهم الإعلامية، ومن أهم هذه المعارضات:

أولا: قولهم إن حماس استعجلت وجرت المصائب على أهل غزة وذلك بهجومها في (7 أكتوبر) على اليهود.

وجوابا على هذا الاعتراض أقول وبالله التوفيق:

هل يعلم هذا المعترض وهو جالس على أريكته متنعم بأهله وأكله وشربه، هل يعلم من هذه حاله الحال التي يعيشها إخواننا الفلسطينيون في غزة والضفة؟ ألا يعلم أن اليهود الكفرة المجرمون محاصرون لغزة منذ أكثر من 17 سنة لا يدخلها طعام، ولا شراب، ولا دواء، ولا طاقة وكهرباء؛ إلا فتات من اليهود؟! ألا يعلم عدوان اليهود على المسجد الأقصى وتدنيسه بأقدام اليهود الأنجاس ومنع المسلمين من الصلاة فيه؟! ألا يعلم عدوان اليهود على محلات المسلمين وأراضيهم وبيوتهم وإخراجهم منها، أو هدمها وتسليمها مستوطنات لليهود؟! ألا يعلم ما يقاسيه إخواننا الفلسطينيون في سجون اليهود من الأهوال والتعذيب وهتك أعراض الحرائر من المسلمات؟! هل يعلم هذا المعترض هذه المآسي كلها؟! إذن فمن المعتدي؟ إن جهاد إخواننا في غزة إنما هو جهاد دفع للصائل المعتدي على الدين، والعرض، والأرض، والمال، والنفس. نسأل الله عز وجل لهؤلاء المعترضين الهداية ومعرفة ما يعيشه إخوانهم في فلسطين. ألا يحمدوا الله عز وجل على أن عافاهم من هذه المصائب. وأخيرا نقول لهؤلاء لو كنتم هناك تعانون هذه الاعتداءات كلها فما عسى أنتم فاعلون؟!

ثانيا: قولهم إن حماس تستعين بإيران وتثني على قادتها ورموزها.

والجواب يكمن في الأمور التالية:

  • إن أخذ حماس للمساعدات من إيران لهو من باب الضرورات التي تبيح المحظورات، ولا سيما بعدما أغلقت جميع الدول العربية والإسلامية أمامها الباب، وهم مضطرون للحفاظ على أنفسهم -في غزة بعد الحصار- من الموت جوعا، ويحتاجون للسلاح دفاعا عن أنفسهم. وإن فعلهم ليتماشى مع القواعد الفقهية التي أجمع عليها أهل العلم.
  • قد يعترض معترض فيقول نحن نتفهم هذه السياسة الصادرة عن الضرورة الشرعية، لكن الضرورة تقدر بقدرها، فلماذا يعلن بعض زعماء حماس التبجيل والترحم لبعض قادة الرافضة الشيعة كالخميني، وقاسم سليماني، وحسن نصر الله في لبنان؟ وهنا يقال: إن هذا من قادة حماس خطأ، وتجاوز لحدود الضرورة، ولكن العدل أن لا نسحب هذه المواقف على كل حماس في فلسطين، ونرميهم بتبني هذه المواقف، فضلا عن كتائب القسام؛ التي تجاهد العدو من داخل الأنفاق، ومشغولة بتصنيع السلاح، وإعداد العدة، وهي أبعد ما تكون عن هذه المهاترات السياسية، فهي مشغولة بما هو أكبر وأنكى للعدو، فلا يجوز سحب هذه التصريحات من بعض قادة حماس عليهم.
  • وأخيرا نقول لهؤلاء المعترضين هب أنهم ضالون بصنيعهم هذا فهل هم كفار بهذا الصنيع؟ أحسب أن الجواب عند هؤلاء المعترضين: كلا ليسوا كفارا. إذا فما داموا من أهل القبلة ويتعرضون لحرب شرسة صليبية صهيونية كافرة، يريد المعتدون فيها سحق الدين، وطمس الهوية في الأمة كلها، ألا يتعين علينا والحالة هذه نصرتهم، والتعاون معهم على الكافر الحاقد الظالم المجرم؟!

نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يرفع المحنة والشدة عن إخواننا في غزة والضفة، وأن ينصر المجاهدين في فلسطين على القوم الكافرين، وأن يسدد رميهم، ويوحد صفوفهم، ويؤلف بين قلوبهم، ويثبت أقدامهم، وأن يكبت عدوهم، ويرد كيده في نحره، كما نسأله سبحانه أن يستعملنا في طاعته، ونصرة دينه، ومحبة أوليائه، ومعاداة أعدائه، إنه سميع قريب مجيب، والحمد لله رب العالمين..

اقرأ أيضا

غزة أم المعارك

طوفان الأقصى في ميزان (وَأَعِدُّوا)

السنن الإلهية في معركة طوفان الأقصى

الجهاد في فلسطين واجب على المسلمين

التعليقات غير متاحة