المرحلة الحالية تتطلب من أهل الإسلام مواجهة أسئلة محددة للعودة إلى المسار الصحيح الرشيد
حوارات وسجالات
هناك حوارات وسجالات، ينبغي لأهل الإسلام المعاصرين أن يطرحوها، أو يعيدوا طرحها؛ وهي تتعلق بطبيعة المرحلة التي تمر عليها الأمة في ظروفها الحاضرة، وبخاصة في منطقة القلب منها، وهي: جزيرة العرب وما حولها من بقاع اليمن والعراق والشام ومصر، التي تعد بحق:( أرض النبوات والنبوءات).. باعتبار أن كل النبوات والرسالات المعروفة كانت فيها في الزمان الأول.. وأن جُلّ نبوءات الأشراط ستكون عليها في الزمن الأخير.
والغرض من إثارة تلك الأسئلة؛ هو العودة بالتفكير والحوار إلى مسار أوضح في الرؤية، وأرشد في الرأي..
والأسئلة المهمة حول هذا الشأن كثيرة .. لكني أرى من أهمها اليوم ثلاثة؛ وهي:
- من نحن..؟
- وأين نحن..؟
- وفي أي زمان نحن..؟
وهذه الأسئلة ربما تكون تقريرية؛ أكثر منها استفهامية، لأن المراد هو ترتيب الأفكار وتثبيتها، من خلال تقريب الجواب عنها ..
فأما السؤال الأول: وهو ( من نحن؟)
فهو يتعلق بإحقاق وتحقيق هويتنا الخاصة، فإذا كانت هويتنا العامة هي الإسلام، فإن هويتنا الخاصة هي النسبة للسنة والجماعة، باعتبار أن السنة هي الطريق، والجماعة هي الاجتماع على سلوكه، ولهذا كان تمثل الإسلام الصحيح في امتثال طريق السنة. ولمعالجة خصائص الهوية الإسلامية هوية أهل السنة والجماعة يتفرع عن هذا السؤال سؤالات ..
- هل نجحنا في إعادة الاعتبار لمصطلح (السنة والجماعة) الذي عم الجهل به بين عموم الإسلامين فضلا عن غيرهم ..؟
- هل حققنا ما تبرأ به الذمة من إعادة منهج السنة إلى المنسوبين إلى عموم الأمة، التي تنتسب أكثريتها الإسمية إلى أهل السنة.. ؟
- إذا كان (تجديد الدين) سنة ربانية، يتكرر معها التجديد العلمي لمفاهيم الدين.. مع بدايات كل قرن هجري .. فهل تم استثمار ما تحقق فيها من طفرة تجديدية (علمية) ؛ لتتحول إلى منطلقات لمشروعات (عملية) لإنهاض الأمة الإسلامية ..؟
- هل تم تجاوز مرحلة الحزبيات الضيقة والعنصريات المفرقة بين التجمعات والاتجاهات المنتمية للسنة؛ إلى رحاب الانتساب الحر العام للإسلام، على منهاج السنة والجماعة؟
- هل وعينا بعد الشقة وطول المسافة بين ما قطعته العلمانية الخبيثة من أشواط على مستوى التمكن والانتشار، مقارنة بما يعانيه أهل السنة من التفرق والتشرذم والانشطار..؟
- هل سابقنا أو جارينا جيران السوء من صنوف المبتدعة في انتشارهم وانتصارهم – وهم أقليات – على الأغلبيات السنية في سائر البلدان العربية والإسلامية..؟
- هل يتوازى الوزن السياسي العالمي الراهن لمجموع الكيانات السياسية السنية الممثلة للأمة؛ مع ما تملكه من إمكانات هائلة، اقتصادية، واستراتيجية وبشرية..؟
وأما السؤال الثاني.. وهو ( أين نحن؟) ..
فهو سؤال تمثل الإجابة عليه تعيين مدى وزن الإمكانات والقدرات والمؤهلات التي تملكها الأمة ذات الهوية الإسلامية السنية، كي تخرج من استضعافها الراهن المركب إلى النهوض الواعد المرتقب.
ومع أن الإجابة التفصيلية عن هذا السؤال، ليست موضوع ولا موضع هذا المقال؛ فإن الاستحضار العام لما هو معلوم من جوانب إمكانات الأمة الهائلة الثرية في جميع المجالات، مقارنة بأحوالها المحزنة المزرية في غالب الحالات؛ تكفي للتذكير بحجم الجواب عن سؤال (أين نحن).. فنحن أهل السنة ؛ شعوب تقطن أكثر مناطق العالم غنىً بالثروات والمقدرات والأمكنة والإمكانات الاقتصادية والاستراتيجية والبشرية، .. ومع ذلك لازالت غالبية تلك الشعوب تعيش في ذيل الأمم وقاع الحضارة ..!
وأما السؤال الثالث وهو ( في أي زمان نحن؟)، فإن الحوار حوله هو موضوع المقال.. أو المقالات القادمة بإذن الله.
اقرأ أيضا
عرض كتاب “أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى”