عودة قادة يهددون المقدسات ليست خبراً عادياً.
هل سنصمت أم نتضرع ونصون حرمة الأقصى؟
ظلال مؤامرة تطوق مقدّساتٍ لا تُشترى ولا تُهادن. بين وعود انتخابية وخطط سرية تتكشّف خيوط مؤلمة، يقف القارئ أمام سؤال واحد: كيف تحمينا العبرة من ماضٍ قد يتكرر؟ تابع السطور لتكشف لك دعاءً وأملاً ونداءً للاستيقاظ.
العلو الكبير… وعودة ترامب إلى الواجهة
مجئ (ترامب) مرة أخرى بعد أربع سنوات خارج السلطة، سيفتح شهيته لاستكمال معالم العلو الكبير، بالتعاون مع بقايا كفار بني إسرائيل، حيث سبق أن اعترف لهم بالقدس عاصمة أبدية، وبكيانهم على أنه (دولة يهودية) بصورة رسمية، ودبر (صفقة القرن) لهم، وخطط مشروع (الإبراهيمية) لحسابهم .. ووعدهم في دعايته الانتخابية بتوسيع حدود دولتهم ، وتعويض ما نقص من قوتهم.
خطة الهدم الكبرى: من الهيكل المزعوم إلى البقرة الحمراء
والمتوقع أن يمكر ترامب مع اليهود هذه المدة الرئاسية – إن أتمها – بالمسجد الأقصى، حيث ادعى المغضوب عليهم أنهم استكملوا خطط تهويده أو هدمه، وهيأوا أسباب إعادة بناء هيكلهم على أنقاضه، بدءا بالتصميمات الهندسية ومرورا بإعداد الأحبار والقراء والذباحين وما يحتاجون من معدات وأدوات الطقوس التعبدية، وانتهاء بدعوى العثور على (البقرة الحمراء) العاشرة، التي لن يتطهر الشعب النجس في زعمهم ويتهيأ للعبادة في الهيكل إلا بعد ذبحها والتطهر بالماء المخلوط برمادها..
تاريخ يعيد نفسه: الأحباش بالأمس.. واليهود اليوم
تربص يهود عصرنا بالمسجد الأقصى لهدمه في حماية الأمريكيين وفي ظرف استضعاف عامة المسلمين؛ يشبه إلى حد كبير تحرش الأحباش لهدم الكعبة المشرفة في زمن ضعف قريش .. حيث جهز الحبشة – كما هو معروف – جيشا تتقدمه فيلة لهدم البيت العتيق، لصرف أنظار العرب إلى الحج في الكنيسة التي شيدوها في اليمن في عام ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.
أصحاب الفيل الجدد: بين الغطرسة والعقاب الإلهي
ومعروف أن الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب يتخذ من (الفيل) شعارا رسميا له، كما يتخذ الحزب الديموقراطي من (الحمار) شعارا..
.. ولأننا لا نظن أن كيانا عالميا معاصرا اجتمع فيه ما تفرق في الأمم السابقة الهالكة من الأسباب الموجبة للعقاب مثل كيان الأمريكان .. فنحن نرجو أن يكون مصير (أصحاب الفيل) المعاصرين المتربصين بالمسجد الاقصى في ظرف ضعف المسلمين؛ أسوأ من مصير أصحاب الفيل الأقدمين الذين تحرشوا بالمسجد الحرام في ظل ضعف حماته في البلد الأمين..
والله تعالى يقول: (أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِیلِ ١ أَلَمۡ یَجۡعَلۡ كَیۡدَهُمۡ فِی تَضۡلِیلࣲ ٢ وَأَرۡسَلَ عَلَیۡهِمۡ طَیۡرًا أَبَابِیلَ ٣ تَرۡمِیهِم بِحِجَارَةࣲ مِّن سِجِّیلࣲ ٤ فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفࣲ مَّأۡكُولِۭ) [الفيل ١-٥].
قولٌ في زمن المكائد: دعاء بالعقاب الإلهي للمعتدين
فاللهم عليك بالمتآمرين على أرواح وحرمات ومقدسات المسلمين، وسلط عليهم عبادا لك أولي بأس شديد، واجعل كيد أصحاب الفيل في تضليل، وأرسل عليهم طائرات ومسيرات أبابيل، ترميهم براجمات من سجيل.. فتجعلهم كعصف مأكول.
اللهم آمين
المصدر
د. عبد العزيز كامل

