أسّس تصوراتك ومبادئك على مقتضيات الوحي ومسالك العبودية للربّ العظيم سبحانه..

لا مبدأ للسياسة سوى المصالح

من يبني آراءه وفكره ووعيه وتوجهاته على المواقف الرسمية للدول وخطابات وزراء خارجيتها = أحمق منفصم … أحمق لأنه يجعل مواقفه رهن متغيرات البيانات الدبلوماسية، والمشاعرُ عند المسلمين من أعمال القلوب التي يشملها التديّن فيرتبط بها الجزاء ثوابا وعقابا .. ومنفصم لأن رهنه مشاعره بالمتغيرات يجعله يضطره لتغييرها باستمرار …

السياسة تغيّر مستمر لا لأجل المبادئ وإنما بدافع المصالح وإن شئت قل: ” لا مبدأ للسياسة سوى المصالح “: أحيانا تكون مصالح للدول التي ترجع على شعوبها – باعتبارها مكوّنا عضويا – بالنفع، وذلك في الدول ” الديمقراطية /التمثيلية” التي يؤثّر دافعو الضرائب على مواقفها، وقد تكون المصالح مخصوصة بالطبقة المنتفعة، وربما كانت مصالح شخصية للمستبد – في دول الاستبداد – … حيث لا تنال الشعوب سوى الشعارات …

مواقف الدول من حركات التحرّر

خذ – عشوائيا – دولة ما، وانظر إلى مواقفها تجاه حركات التحرّر ومختلف الميليشيات العابرة للحدود… ستجد تناقضات صارخة كأنها تنادي في العقلاء: ( لا تجعلوا أهواءكم تبعا لبياناتي ) … أليس عجبا أن تنتقل جماهير الخليج العربي من تأييد ودعم “المجاهدين الأفغان” – وهذا لقب إعلامي شاع في تلك الفترة – إلى تخوين حماس – مثلا – ؟!! أليس عجبا أن تجد بعض الدول تدعم حقوق الأقليات أو حركات التحرر أو الانفصاليين في دول معينة ثم هي ترافع لصالح الصين وتدعمها ضد مسلمي الأويغور الذين لم يحتلّهم الصينيون إلا قبل سبعة عقود ؟ ..

يا عباد الله. ليس في منطق ” الدول ” اعتبار الجزاء الأخروي… لا توجد دولة تدفع الأموال أو المساعدات في ” سبيل الله ” أو تتخذ المواقف لوجه الله … إن هي إلا محض المصلحة، سواء كانت الدولة تتحرّك بإيديولوجيا أو ببراغماتية … مصلحة الدولة بمختلف مكوناتها أو مصلحة الطبقة المنتفعة أو مصلحة المستبد …

أسّس تصوراتك ومبادئك على مقتضيات الوحي ومسالك العبودية

أسّس تصوراتك ومبادئك على مقتضيات الوحي ومسالك العبودية للربّ العظيم سبحانه، نحو: “هيمنة الشريعة على كلّ التصرّف” و”الأخوة الإيمانية تتقدم على كل رابطة” …  فإن كان في دينك نقص وكنت من أبناء الدنيا، فكليات المصلحة الإنسانية لا تقبل الانتقائية في التنزيل، نحو: “فساد الاستبداد بإطلاق” و “الشعوب أحق بمقدراتها” و “لا تفوّق لعرق على آخر” …

ومع ذلك كله اعلم أنّك لن تفارق دنياك حتى تستوفي رزقك وأجلك… وأنك لن تدرك من الرزق إلا ما كتب لك … لكنك لن تغادر إلا بصحائف أعمالك … و { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } … فمصلحتك – يوم تبعث فردا – أن تسلم صحائفك يوم تُعرض بيمينك … { فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } ..

المصدر

صفحة الأستاذ أبو عبد الرزاق فتح الله دبوزة، على منصة ميتا.

اقرأ أيضا

الدولة الحرة.. والحقيقة المرة..!

الدولة بين الجباية والهداية

الوطن .. والبقرة .. والكاهن 

التعليقات غير متاحة