306 – مفهوم 11: التفاضل بين العبادات
الأساس في التفاضل بين العبادات هو ما يقوم في قلب العبد أثناء العبادة من الإخلاص والمحبة والخوف والرجاء والعمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته؛ فأفضل العبادات وقت الجهاد هو الجهاد وإن آل إلى ترك الأوراد من صلاة ليل وصيام نهار…إلخ، وأفضل العبادات وقت حضور الضيف هو القيام بحقه وإن أشغل ذلك عن الورد المستحب، وأفضلها وقت السحر الاستغفار كما قال تعالى: (وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ) [الذاريات:18]، وهكذا فلكل وقت وحال عبادته ووظيفته.
كما أن التفاضل في العبادات والأعمال الصالحة محكوم أيضًا بالقواعد الآتية:
1 – الفرائض مقدمة على النوافل وأفضل منها عند الله تعالى كما في الحديث القدسي: (وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أح.به…) [رواه البخاري (6502)]. فالفرائض مقدَّمة والنوافل مُكمِّلة.
2 – القليل الدائم خير من الكثير المنقطع؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (وإن أحب الأعمال إلى الله عزّ وجلّ أدومها وإن قل) [رواه البخاري (6464)، ومسلم (2818)].
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445