251 – مفهوم 4: الأشاعرة

هم من ينسبون أنفسهم إلى أبي الحسن الأشعري (ت 324هـ)، وكان معتزليًّا ثم رجع أولًا عن الاعتزال إلى مذهب ابن كُلَّاب، ثم رجع عن ذلك إلى أهل السنة ومذهب الإمام أحمد بن حنبل كما أوضح ذلك في كتابه (الإبانة عن أصول الديانة).

وكانت الأشاعرة في أول نشأتها مخالفة لأهل السنة في باب الأسماء والصفات فقط، ثم تطورت عقائدهم حتى خالفوا في العديد من أبواب العقيدة؛ وفيما يلي أهم مخالفاتهم:

1 يُؤوِّلون صفات الله إلا سبعًا منها أثبتوها بالعقل [ينظر المفهوم 64]، ولهم في سائر الصفات مسلكان: (التأويل) [كما في مفهوم 64]، أو (التفويض) [ينظر المفهوم 68].

2 رغم إثباتهم لصفة (الكلام) لله تعالى ضمن الصفات السبع إلا أنهم يعنون به كلامًا نفسيًّا من غير صوت أو حرف.

3 يميلون إلى عقيدة الإرجاء في أبواب الإيمان.

4 خالفوا في باب القدر وتأثروا بشيء من معتقد الجبرية، وابتدعوا مقولة: «إن العمل من خلق الله وكسب العبد».

5 يقدمون العقل على النقل في منهج الاستدلال.

6 يردُّون أحاديث الآحاد في أبواب الاعتقاد.

7 ينفون الحكمة والتعليل والسببية في أفعال الله تعالى وأحكامه، ويُكفِّرون من ينسب الأسباب للعل أو للمسببات.

8 كثير منهم يتبعون بعض الطرق الصوفية في بدع العبادة.

وقد ردَّ عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم: «درء تعارض العقل والنقل»، وإمام الأشاعرة المتقدم هو: «أبو بكر الباقلاني»، والأوسط: «فخر الدين الرازي»، والمتأخر: «إبراهيم اللقاني» صاحب كتاب «جوهرة التوحيد» المعتمد لدى جامعة الأزهر.

فالأشاعرة إذًا بهذه المخالفات لأهل السنة في أبواب الاعتقاد ليسوا من أهل السنة؛ إلا من لم يأخذ بأصولهم كلها أو جلها، وإنما خالف في باب أو بابين منها؛ فمثل هذا يقال عنه: إنه من أهل السنة إجمالًا مع مفارقته لهم فيما خالفهم فيه. ومع هذا كله فإن الأشاعرة أقرب إلى أهل السنة من الفلاسفة، والباطنيين، والجهمية، والمعتزلة، والرافضة، وفي مذهبهم تناقض واضطراب بخلاف مذهب أهل السنة المحكم المطَّرِد المتوازن؛ وذلك لاتباعه الوحي المعصوم. ويمكن أن يقال: إن الأشاعرة من أهل السنة في مقابل الشيعة؛ أي ليسوا شيعة روافض.

المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445

انظر أيضا

مفاهيم حول الفِرَق والطوائف والملل

موضوعات كتاب: خلاصة مفاهيم أهل السنة

التعليقات غير متاحة