أمريكا التي اصطنعت من الإسلام عدوا بديلا بعد سقوط (الاتحاد السوفييتي الشيوعي).. اكتشفت بعد أربعين سنة من حربها الظالمة الغاشمة على المسلمين تحت مسمى (الحرب العالمية على الإرهاب).. أن العدو الحقيقي الأخطر والأكبر صار هو الصين الشعبية الشيوعية….
عدو الأمس حليف … لماذا..وكيف..؟
لم يعد هناك وقت عند ترامب وبلاد الغرب للانشغال بأعداء آخرين، حقيقيين أو وهميين، بل إن ذاك الطاغية وأمثاله الغربيين؛ صاروا مضطرين لتصفير أو تصفية كل الأزمات العالمية الجانبية التي يمكن أن تعطل مهمتهم الأساسية في مساعي تكوين التحالف الكوني لمواجهة الصين ومحورها المتنامي من روسيا إلى كوريا..ثم إيران..
السودان: نموذج لعولمة “سلام ترامب” المدمر
ما يحدث في السودان من نار ودمار وسعار في تحويل مغارم المستضعفين إلى مغانم لحلف الولايات المتحدة الأمريكية، وأداتها : دويلة المؤامرات العربية ..هو مثال واضح فج من عولمة (سلام ترمب).. الذي اعتمدته الصهيوصليبية؛ للتدرج من حرب إلى حرب، حتى تتواصل الفتن للوصول إلى (أم الحروب) بين الشرق والغرب..
الهياج الأمريكي أمام الطفرة الصينية المتمادية
حالة الانزعاج البالغة حد الهياج عند الأمريكان تجاه الصعود الصيني المتمادي الرهيب.. حدا بالرئيس الأمريكي الحالي منذ رئاسته السابقة ثم اللاحقة؛ أن يجعل على رأس أولوياته تفادي المصير الذي يسارع إليه الصينيون وحلفاؤهم الشرقيون ، وهو تحويل الأوضاع العالمية إلى تعدد في الإدارة الدولية، بدلا من القطبية الأمريكية الواحدة، التي احتكرها شياطين واشنطن منذ نحو ربع قرن .
حلم “القرن الأمريكي”: من بوش الأب إلى الابن
إلا أن هذه الأمريكا.. لا تزال تتعامل مع العالم بعقلية (مشروع القرن الأمريكي) الذي رُسِمت معالمه في عهد جورج بوش الأب، ثم أطلقه ابنه المرجوج.. جورج الابن، بعد أن تبناه يهود الأمريكان ليظلوا وقومهم في إفسادهم وعلوهم قرنا كاملا من الزمان، تبعا لأوهام مملكة (ابن داوود) العالمية، ذات القيادة الصهيونية..
إلا أن ذاك التوجه المجنون.. قد قضى عليه المجاهدون _ وبشهادة الأمريكان _ في حربي العراق وأفغانستان..!
التحول الإستراتيجي: من الحرب على الإسلام إلى مواجهة الصين
أمريكا التي اصطنعت من الإسلام عدوا بديلا بعد سقوط (الاتحاد السوفييتي الشيوعي).. اكتشفت بعد أربعين سنة من حربها الظالمة الغاشمة على المسلمين تحت مسمى (الحرب العالمية على الإرهاب).. أن العدو الحقيقي الأخطر والأكبر صار هو الصين الشعبية الشيوعية، التي صرح ترامب وبايدن بأنها أصبحت تمثل (الخطر الأكبر) على الأمن القومي الأمريكي ..
الصين: القارة العملاقة ذات الثقل السكاني والاقتصادي
غير أن الصينيين الذين تريد أمريكا منازلتهم في محاولة لاستباق تراجعها إلى غير رجعة؛ لم يعودا قوة هامشية، بل صارت لهم صدارة عالمية، فالصين التي يبلغ تعداد سكانها وحدها حوالي مليار و٤٠٠ مليون نسمة _ بحسب جهات الإحصاء ومراكز المعلومات العالمية .. تُعد تلك اليوم أشبه بقارة جبارة.. اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا، فهي تحتل مراكز الصدارة في مؤشرات التقدم العالمية، إذ أنها تحوز المركز الأول في مجال التصنيع من بين دول العالم البالغة ١٩٠ دولة، وتحتل المرتبة الثانية عالميا في مستوى الانتاج والرواج الاقتصادي، متجاوزة الهند واليابان، ومتفوقة في ذلك على الامريكان بنسبة ٩،٥ %، وقد ظلت محافظة على هذه الصدارة لـمدة ١٥ عاماً متتالية. وهي تحتل المرتبة الأولى في حقوق براءة الاختراع عالميا، وتملك ربع حقوق الملكية في مجال الاختراع والابتكار ، وقد بلغت المركز العاشر عالميا في مجال التقدم التكنولوجي..
الأولوية القصوى: التحالف الكوني لمواجهة المحور الصيني
ولهذا وغيره..لم يعد هناك وقت عند ترامب وبلاد الغرب للانشغال بأعداء آخرين، حقيقيين أو وهميين، بل إن ذاك الطاغية وأمثاله الغربيين؛ صاروا مضطرين لتصفير أو تصفية كل الأزمات العالمية الجانبية التي يمكن أن تعطل مهمتهم الأساسية في مساعي تكوين التحالف الكوني لمواجهة الصين ومحورها المتنامي من روسيا إلى كوريا..ثم إيران، وما أدراك بما يحاك ضد إيران ..
الهدف: تحويل العالم الإسلامي إلى خدم تحت الهيمنة
ومع كل هذا.. ولكل هذا؛ فقد أحوج الله أمريكا لعالم المسلمين..ولذا كان بدؤهم بإعادة ترتيب أوضاعه وترسيم خرائطه،
تمهيدا لكيد جديد، يريد تحويل عالم المسلمين إلى خدم وعبيد.. (والله من وائهم محيط)..
وللحديث بقية بإذن الله.
المصدر
صفحة د. عبد العزيز كامل، على منصة ميتا.

