لن يزول الكيان اليهودي إلا بزوال الأنظمة العربية لأنها رضيت أن يتترس بها؛ فهي له بمثابة الأساسات التحتية والقواعد الخلفية، بدءا من الاعتراف به والتطبيع معه إلى مظاهرته وموالاته بتوفير غطاء الشرعية له، والتحريض على ضرب حركات المقاومة الإسلامية وحصارها، بل ترى هذه الأنظمة في الكيان الصهيوني المخلص من هذه الحركات التي ما فتئت تقض مضاجع حكامها وتؤرق جفونهم.

تقاطع مصالح الأنظمة العربية مع مصلحة الكيان الصهيوني

يقول ديفيد أرون ميللر الباحث في معهد ويلسون في واشنطن: (مقت وخوف الدول العربية من الإسلام السياسي تفوق على حساسيتهم تجاه بنيامين نتنياهو … ولم أر موقفا مثل هذا، يقبل فيه هذا العدد الكبير من الدول العربية ضمنا موت وتدمير غزة وضرب حماس).

وقد ذكر ديفيد كيرباتريك أن مصر تقود تحالفا جديدا من الدول العربية يضم السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وقف بشكل فعلي مع إسرائيل ضد حماس.

فظهر للعيان تقاطع مصالح الأنظمة العربية مع مصلحة الكيان الصهيوني. فالجميع يواجه عدوا واحدا هو الإسلام السياسي.

بوابة تحرير الأقصى إسقاط الأنظمة العلمانية

فلا أشك في خطأ من علق زوال الكيان اليهودي على زوال أمريكا. قد يكون هذا سببا ثانويا من أسباب زوال الكيان الصهيوني إلا أن السبب الرئيس هو زوال هذه الأنظمة التي تحارب الإسلام الذي تسميه الإسلام السياسي. إنها آثرت إسلام دراويش الإرجاء والتصوف على الإسلام الكامل الذي لا يرضى لأتباعه أن يناموا على الضيم.

وبناء على ما تقدم يمكننا القول دون تردد: إن المسؤول الأول عن جرائم الكيان اليهودي في فلسطين عموما هو أنظمة الاستبداد العربية ومن شد أزرها من أصحاب اليد والقدرة وأصحاب الكلام والحجة، لأنها تجرم الدفاع الشرعي ضد الصهاينة وتصنفه في خانة التطرف والإرهاب السلبي مع قهرها لشعوبها وإمعانها في إهانتهم والدوس على كرامتهم.

مصيبة العلماء في واقعنا المعاصر

والغريب في المشهد أن يقف منتسبون الى الحركة الإسلامية مع هذه الأنظمة العميلة التي لولاها ما ترسخت أقدام المحتلين ثم يذرفون دموع التماسيح حين تتعرض غزة للفناء والدمار أو يتعرض الأقصى للظلم والعدوان.

فهم من جهة  يظهرون تعاطفهم مع المستضعفين في فلسطين، ومن جهة أخرى يوالون الأنظمة العميلة التي تجرم الدفاع الشرعي ضد الكيان الصهيوني ويضفون عليها هالة من التقديس ويفيضون عليها صبغة الشرعية رغم إعلانها الحرب على الإسلام وتفننها في إذلال شعوبها كإذلال الصهاينة للمسلمين أو أشد.

فلا يمتري ذو دين صحيح وعقل صريح في أن هذا النفاق هو من الطراز الرفيع الذي ما عرفه ابن سلول وحزبه.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

المصدر

صفحة دكتور سليم سرار.

اقرأ أيضا

خذلان الحكام

من يتبع الولاة؛ فهو وسخ

مصيبة العلماء في واقعنا المعاصر

عندما يتعرى المنافقون

التعليقات غير متاحة