تظافرت جهود كارهي الإسلام في بعض بلدان المسلمين، وبلغ بهم الكره له مبلغاً عظيماً فاق كُره أعدائه من غير المسلمين. ورُغم ذلك فإنّ جهودهم ومن يدعمهم إلى بوار.

كناطِحِ صَخرةٍ يومَا ليُوهِنَها … فَلَم يَضِرْها، وأوْهى قَرنَه الوَعِلُ

مركز تكوين لنشر اللادينية والشكوكية وإنكار السنة بين المسلمين!

بينما نحن نواجه معارك حريية ضد الإسلام والمسلمين، في أكثر من بلد وموقع، إذ بنا نسمع عن تدشين كيان جديد، ليعلن عن لونٍ جديد من الحروب الفكرية ضد الإسلام والمسلمين!! نعم.. إني أتحدث عن مؤسسة تكوين، المعادية للدين!

هذه المؤسسة سميت مؤسسة تكوين!؟ تكوين الفكر العربي، ومن المفارقات المضحكة أنهم أسموه الفكر العربي، وهو ليس سوى تنفيذ لإملاءات سيدهم الرجل الغربي!

وبدأت هذه المؤسسة بحفل كبير، وبحضور شخصيات جدلية، لم تعرف إلا بمعاداة الدين وتشويهه الإسلام!

وقاموا بإنشاء منصات له على كل مواقع التواصل، ونشرت لذلك إعلانات ممولة بكثرة لاصطياد أبناء المسلمين والتغرير بهم، ثم إن أهل الباطل هؤلاء يسعون حثيثا لتدمير مستقبل أبناء المسلمين، ويريدون لهذا الإلحاد وكل باطل أن يدخل ويلج بيوت المسلمين.

دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها

فمن أبطال هذه المؤسسة، نجد من بينهم: إبراهيم عيسى، إسلام بحيري، فراس السواح، ويوسف زيدان، وألفة يوسف.. فمن هم هؤلاء؟

لو اطلعنا على تواريخ هؤلاء الذين أطلق عليهم أمناء المؤسسة، فهم رهطٌ عرفوا بالزندقة، وبغض الاسلام، (فمثلا: عندما سئل ابراهيم عيسى عن دينه، أبى الجواب؟ وصار يراوغ ويقول للمذيعة: لا شأن للناس بديني).

وكل صعلوكٍ من هؤلاء المؤسسين، له ميدانه الذي عرف به، وتخصص فيه:

بقيادة كل من :

١- إبراهيم عيسى ..

٢- يوسف زيدان .

٣- إسلام بحيري ..

٤- فاطمة ناعوت ..

٥- ألفة يوسف (لا دينية من تونس) ..

٦- فراس سواح (لا ديني سوري) ..

٧- نائلة أبو نادر (لبنانية تنكر الأديان)..

لماذا تم إنشاء مؤسسة تكوين؟

مؤسسة تكوين.. عرّفت نفسها على أنها مؤسسة تعمل على: تطوير خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار، والتحفيز على المراجعة النقدية، وطرح الأسئلة حول المسلمات الفكرية!! طبعا هذا التعريف، تم صياغته بصيغة نفاقية، وعبارات شيطانية، ومصطلحات توصيفية مخادعة، أصبح القاصي والداني، والمثقف والعامي، يعلم أنها لا تعني إلا هدم الدين، ونقض عرى الإسلام! ونشر الإلحاد، وهدم الثوابت، وبث الشكوك باسم التنوير والفكر المستنير!!

علاقة مؤسسة تكوين بمؤسسة راند

ينبغي ربط تدشين هذه المؤسسة مع وصايا تقارير راند.. راند!؟ وما أدراك ما راند؟؟

مؤسسة راند، مؤسسة أمريكية، تُصدر بحوث ودراسات خبيثة وخطيرة، وتقاريرها التي تُصدرها ترسم خطة للسياسية الأمريكية، في التعاملِ مع الأحداث في العالم أجمع، ومنها: الدول الإسلامية، وأحيانا تمكث ٣ أو ٥ سنوات، لإصدار دراسة واحدة!؟ وتحتوي هذه الدراسات والبحوث على وصايا!؟

تخيلوا.. إحدى تقارير مؤسسة راند أعلن صراحة: بضرورة العمل على تغيير الإسلام (وليس المسلمين فقط) عبر شركاء مسلمين، داخل إطار العالم الإسلامي، أي بعبارة أخرى أكثر بساطة: تغيير الإسلام بأيادي شخصيات محسوبة على المسلمين!؟ فخطى الدول الغربية متسارعة وحثيثة وجريئة، بهدف هدم الإسلام!!

هؤلاء على خُطى بناة مسجد الضرار

سوف يطويهم التاريخ كما طوى أمثالهم في التاريخ وبقي الإسلام الحق يهدي مئات الملايين من البشر.

قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًۢا بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَآ إِلَّا ٱلْحُسْنَىٰ ۖ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَٰذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة:107-110].

السؤال هو: من يقف خلف هذا العمل التخريبي المعادي للإسلام في أرض الكنانة؟

المركز له ميزانية مفتوحة، مجهولة المصدر ، موجّه لكل الأمة الإسلامية ، وليس له رعاية من دولة بعينها .. حلقات مركز تكوين تسجّل في استديوهات مزخرفة وبمونتاج احترافي ويُسخّر لها إعلانات مموّلة بسخاء كبير.

١- تم إنشاء منصات للمركز على كل مواقع التواصل ..

٢- تم عمل إعلانات ممولة بسخاء ..

٣- لقاءاته سوف تُبث في كل حدب وصوب ..

و مما يتناقشون فيه:

١- هل يوجد شيء إسمه سنة نبوية ..؟

٢- هل عمر بن الخطاب مسلم ..؟

٣- هل الخمر حرام ..؟

٤- لماذا لا تتزوج الأنثى من أربعة ..؟

٥- هل القرآن الموجود في المصحف اليوم حقيقي ..؟

٦- وصولا إلى (هل هناك أهمية لعبادة الله والإيمان به وربما هل هو موجود أصلا ؟؟؟ .. حاشا لله ..).

سوف يصل لك ولأولادك في الأيام القادمة كلُ ذلك للتشكيك في دينك وفي السنة وفي ثوابت الشريعة.

أقل شيء تفعله هو أن تنبه غيرك وتبرء لدينك … قاتلهم الله.

فيا حـراس العـقـيدة

هنا نقول ؛ إنه يجب على كل العلماء وطلبة العلم، بل كل غيور على دينه التصدي لمثل هذه التيارات الكفرية المنحرفة، وتزييفها، وتضليلها، وكشف شرها، وأن نتعاون جميعًا على البر والتقوى والتواصي بالحق والتمسك بدين الله الذي جاء به نبينا محمد ﷺ، وذلك بالتمسك بالقرآن العظيم والسنة النبوية الصحيحة المطهرة، بفهم سلف هذه الأمة – رضي الله عنهم – وتحكيمهما والرجوع إليهما في كل شيء، فهما الطريق للسعادة والسيادة والسلامة في الدنيا والآخرة ولابد من تكاتف الجهود ووضع الإستراتيجيات الشاملة في كل الميادين من أجل الوقوف ضد كل التيارات والأفكار والعقائد المنحرفة الضالة ووضع كل الآليات التي تناسب كشفها وإبطالها على كل الأصعدة وهذا واجب ومسؤولية الجميع بتضافر جهودهم وتكاتفها للوقوف ضد كل ما يضر بمجتمعاتنا المسلمة، وعقيدتنا الإسلامية وبلداننا، والتعاون المشترك بين كل المتخصصين في المجالات الشرعية والتاريخية والتعليمية والتربوية والأمنية بغية التوعية من هذه الأخطار والأفكار والتيارات الهدامة والمنحرفة والمحدقة بشعوبنا المسلمة عامةً والعربية خاصةً.

لماذا تخافون على الإسلام؟ هل الدين ضعيف؟ هل الإيمان هش؟

لما حذَّر الكثيرون من مركز “تكوين” وأطلقوا عليه حقا “تكوين الملحدين”، خرج عديد من الناس يقول: لماذا تخافون على الإسلام؟ هل الدين ضعيف؟ هل الإيمان هش؟… إلخ!

ولست هنا لكي أرد على هذا، فلقد أوسعهم الناس ردًّا..

ولكن أقول: إن كل الذين يقولون هذه العبارات ونحوها، إنما يعبرون في حقيقة الحال عن أن الإسلام لم يعد مقدسا عندهم، حتى لو أنهم لا يشعرون بهذا، وإنما يُعرف المقدس حقا في نفوس الناس إذا انتفضوا له ولم يتبلدوا بالهجوم عليه!

فمثلا، لو أمسك أحدهم العلم المصري في ميدان التحرير، فأحرقه.. لوجدتَ انتفاضة حقيقية لدى كل من يحب مصر ويقدس هذا العلم.. ولن ترى أحدا منهم يقول: وهل مصر ضعيفة؟ وهل الدولة هشة؟ وهل حرق أحدهم للعلم يشكك الشعب في وطنيته؟!

ومثلا، لو أنشأ مجموعة من الناس مركز ممولا يدعو إلى إعادة المَلَكية، والمناداة بأحمد فاروق ملكا شرعيا على مصر، وانتخب لعضوية هذا المركز ثلة من مشاهير الكتابة والتمثيل والغناء.. ساعتها لن تجد أحدا من محبي الجمهورية متبلدا يقول: وهل الجمهورية ضعيفة؟ وهل إنجازات ثورة يوليو هشة؟ وهل يتصور أحد أن يحن الناس من جديد لعصر الإقطاع؟

فكيف لو نشأ مركز ضخم ممول، بتمويل تركي -مثلا- يدعو إلى عودة مصر -مثلا- تابعة لتركيا، باعتبارها كانت تابعة للخلافة العثمانية، وإنما انفصلت عنها في عهود النفوذ الأجنبي والاحتلال الإنجليزي.. هل يمكن أن ترى “وطنيا” يقف أمام هذا الوضع متبلدا يقول: الشعب أقوى من أن يتأثر بهذه الأفكار السخيفة؟ هل نضالنا الوطني وتراثنا المصري هش وضعيف؟… إلخ!

أستطيع أن أضرب العديد من الأمثلة.. ولكن القصد أن المقدس الحقيقي الذي يخلص له القلب وينفعل معه الوجدان لا يقبل بأدنى مساس، ويتأثر بأقل خدش، وينتفض لأقل إساءة!

وكل إنسان له مقدساته الحقيقية التي لا يقبل المساس بها ولا تعريضها للخطر..

فانفعالات المرء وتبدله، كاشفة عن حقيقة مقدساته في نفسه وضميره.. حتى لو غفل هو عن حقيقة نفسه، أو لو غلَّف حقيقة نفسه بشعارات مزخرفة!

المصدر

  • أ.د. علي محمد عودة.
  • د. حسن الحسيني.
  • محمد إلهامي.

اقرأ أيضا

المشروع الأمريكي في حرب أهل السنة .. الحرب الفكرية

أحد صور الحرب الفكرية.. الحرب على التوحيد في مؤتمرات الضرار

الحرب على التوحيد في مؤتمرات الضرار

آيات في النفاق وأهله ذما ووصفا وتحذيرا

كلمات نصح الى المفسدين

ماذا يجري في بلاد الحرمين؟(1)…ابن سلمان وجناياته على الدين

التعليقات غير متاحة