يهدم العدو الصهيوني بيوت المسلمين في القدس، بينما يزورهم وفد “عربي” مجرم، يفرح العدو ويشرب نخبه، بينما تترافق حملات أخرى لدعم الصهاينة؟ فهلا عقل القوم..؟!

الخبر

احتفال الفجرة

“احتفل جنود الاحتلال الصهيوني، وهم يقومون بتنفيذ مجزرة هدم جماعية لعشرات المنازل الفلسطينية، بحي وادي حمص ببلدة صور باهر جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة.

ويظهر جنود الاحتلال وهم متجمعون، يضحكون ويصفقون على واقع هدم المنازل الفلسطينية التي تقع في مناطق “أ”، والخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية حسب اتفاق أوسلو الخائنة..!

وتتواصل اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على منازل المقدسيين منذ صباح الاثنين (22/7/2019) وفق روايات شهود عيان. وأقدم عشرات العناصر من شرطة الاحتلال على تطويق المباي لهدمها.

عدد من نشطاء فلسطين أكدوا أن عمليات الهدم الجارية الآن هي أكبر عملية هدم شهدتها القدس في تاريخها منذ (1967)، مشيرين إلى أن تلك الاعتداءات مجزرة بكل ما تحمله الكلمة من مَعانٍ. (1عربي 21، 23/7/2019، على الرابط:
هكذا احتفل جيش الاحتلال بهدم منازل بالقدس (فيديو)
والرابط:
غضب واسع على “مجزرة الهدم”.. ونشطاء: تطهير عرقي بالقدس
)

خونةٌ يتواصلون مع العدو

“أعلنت وزارة الخارجية الصهيونية، الإثنين (22/7/2019)، وصول وفد إعلامي عربي إلى تل أبيب يضم صحفيين من عدة دول عربية بينها السعودية وإقليم كردستان في شمال العراق.

وقالت صفحة “إسرائيل بالعربية” على “فيسبوك” ـ (تابعة للخارجية الإسرائيلية) ـ إن “وفدا يضم ستة إعلاميين من دول عربية (لم تحددها كاملة) تستضيفه وزارة الخارجية الإسرائيلية وصل اليوم(الإثنين)”. “الوفد يزور متحف ياد فاشيم لتخليد ذكرى الهولوكوست والكنيست والأماكن المقدسة في القدس”. ومن المقرر أن يعقد الوفد اجتماعات مع أعضاء كنيست ودبلوماسيين في وزارة الخارجية.

لقد قررت إسرائيل تعزيز العلاقات مع الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية”.

كما أدانت، في تدوينة ثالثة، ما وصفته بـ”التصرف الوحشي وغير الأخلاقي” من قبل بعض الفلسطينيين الشرفاء قرابة المسجد الأقصى تجاه مأجور إعلامي سعودي ضمن الوفد..!

مسؤولون إسرائيليون أعلنوا، أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، عن تحقيق اختراقات نحو تحسين العلاقات مع دول عربية، فضلًا عن مشاركة وفود إسرائيلية في فعاليات عربية متنوعة، وهو ما يواجه برفض شعبي عربي. (2وكالة الأناضول، 23/7/2019، على الرابط:
لأول مرة..وفد إعلامي من دول عربية يزور إسرائيل
)

الصبر على الباطل..!

“تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي الاثنين (22/7/2019) مقاطع فيديو يظهر فيها الناشط الإعلامي السعودي محمد سعود المشارك في زيارة لوفد إعلامي عربي إلى إسرائيل، وهو يُطرَد من البلدة القديمة للقدس المحتلة ومن داخل الحرم المقدسي الشريف، وذلك رفضا لمشاركته في زيارة برعاية سلطات الاحتلال.

وتظهر مقاطع الفيديو تعرّض سعودي ـ وهو طالب في كلية القانون بالعاصمة السعودية ـ للإهانة والسب من لدن عدد من المقدسيين بسبب مشاركته في زيارة تطبيعية لإسرائيل التي تحتل المدينة المقدسة وتضيق على أهلها.

تجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها إعلامي عربي بزيارة المسجد الأقصى ضمن زيارة ترعاها السلطات الصهيونية”. (3موقع الجزيرة، 22/7/2019، على الرابط:
شاهد.. مقدسيون يطردون مطبعا سعوديا يزور إسرائيل
)

التعليق

ليس مفاجئا أن يهدم العدو “بيوتنا” في القدس. نعم  “بيوتنا” فنحن “أمة” واحدة. والبيت الذي هُدم بالقدس هو بيتك لأنه بيت أخيك، والقدس مقدساتك لا تخص أخاك الذي وُلد هناك فنحن أمة واحدة مسؤوليتنا تضامنية؛ فأهل الملة الواحدة كالنفس الواحدة.

وأما عدم المفاجأة فهو عدو صهيوني كافر، يمتليء حقدا شيطانيا على البشرية، وعلى المسلمين خصوصا. وويلات الطغاة منهم وتدمير الكافرين لما مروا به من أخضر ويابس، وزرع وضرع، للمسلمين؛ أمر متكرر في التاريخ، وحذَّر الله منه ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾ (التوبة: 10) وشرع الله الجهاد ونبه تعالى أنه ولو كان كريها للنفوس فترْكه يتضمن مكروهات أعظم منها هذا الدمار والاستباحة للدم والعرض والمقدس والشعائر وغيرها، وأن القتال وإن كان مكروها للنفوس فهو يتضمن من الخير ما هو أعظم كثيرا مما تحب النفوس من الدعة ومما تكره من القتال؛ فهو يحفظ الدين ويقيمه ويحفظ العرض والشرف، ويرفع الأمة وذكرها ويقمع الكفر والباطل وأهله ويُرهب العدو أن يتعدى على حرمات الله ورسوله ورحمات المسلمين.. وهذ بعض ما في قوله تعالى ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 216)

يفرح الفجرة منهم اليوم ويصيحون ويجلبون، ويشربون نخب هدم بيت على أهله، أو طرد أهله وتشريدهم ثم يقبعون فيه سرقة وإجرما، يحميهم العالم ويزف الإعلام العالمي ـ الفاجر الكاذب ـ لهم المكاسب الحرام.. لكنه الى حين.

أما الجريمة والتناقض، وأما الأحزان المضافة الى هذه الحال فهو ما يقوم به العرب الصهاينة، المنافقون الذين ينفثون سمومهم فيزُورون الصهاينة ويطبّعون معهم وكأنهم لا يرون ما يحدث في نفس الآن على بقعة قريبة وبيوت المسلمين تُهدم لابتلاع القدس الشريف وما حوله، ولفرض أمر واقع وكأنها مدينة يهودية..!

بل والأدهي أن هؤلاء الكلاب يتحملون إهانات أهل القدس لهم وبصقهم عليهم، وكأن دور أحدهم أن يشق طريقه لهدم الحرمات والتلاعب بالثوابت والصبر على ذلك..! فهلا صبر الفاجر على الحق بدلا من أن يصبر على الباطل..؟! وهل ما وعده الكفار أصدق مما وعد الله..؟! “﴿بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا﴾. ثم تتبعه موجة مقصودة من أجهزة فاسدة اخترقها العدو؛ فتمتد موجة من إعلامي فاجر أو شاعرغاوي فيمدح رئيس الوزراء الصهيويني ويسب العرب والمسلمين المجاهدين في القدس وفلسطين، ثم يمن عليهم بما أعطوهم من فتات لكنه يصمت عن المليارات التي يأخذها الصليبيون الأمريكيون والصهاينة من مقدرات بلده بما لا يقارن بما أعطوا للمسلمين بيد وخانوهم بيد أخرى..!

كانت الهزيمة في عام (1976) هزمة عسكرية لجيوش علمانية وقومية تخاصم الإسلام، ويراد اليوم تجذير هذه العلمانية وجعلها خيانة شعبية..!

يحتاج المؤمن اليوم، وتحتاج الأمة الى الصبر على هذا المكروه العظيم، وعلى هذا البلاء العام، وعلى التهاوي المتتابع لأشخاص أصبحوا فتنة للناس؛ فاتنين ومفتونين، عياذا بربنا تعالى.

أما أهلنا في فلسطين فلا مناص من الثبات، ولا مفر من الكرّ على العدو، والثقة في الله وحسن الظن به. ولْيلعموا أن العدو إذا ظن أنه أحاط بالمسلمين فليوقن المسلم أن الله من ورائهم محيط.

العبادة اليوم ـ والثبات ـ لها قيمتها ووقْعها، وعبادة في الفساد العام “الهرج” كهجرة الى رسول الله، والتصديق والإعلان أن ﴿هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله﴾ من أعظم الأعمال؛ فاثبُت إذا نكصوا وأقبِل إذا أدبروا، وغداً تحمد ما وفقك الله اليه. وسيزول البلاء ويُرفع، وتنقشع الغمة، وتبقى حلاوة العباد وأثر الثبات. وعند الله تكتب الصحف ومدادها.

…………………………..

هوامش:

  1. عربي 21، 23/7/2019، على الرابط:
    هكذا احتفل جيش الاحتلال بهدم منازل بالقدس (فيديو)
    والرابط:
    غضب واسع على “مجزرة الهدم”.. ونشطاء: تطهير عرقي بالقدس
  2. وكالة الأناضول، 23/7/2019، على الرابط:
    لأول مرة..وفد إعلامي من دول عربية يزور إسرائيل
  3. موقع الجزيرة، 22/7/2019، على الرابط:
    شاهد.. مقدسيون يطردون مطبعا سعوديا يزور إسرائيل

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة