إن المقصود من الإيمان بالأسماء والصفات ليس مجرد المعرفة الذهنية فقط ، وإنما المقصود أن نفهمها كما فهمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لفظا ومعنى ، والتعبد لله سبحانه وتعالى بها والعمل بمقتضاها .

من أسماء الله الحسنى: [الظاهر، الباطن]

ودليل هذين الاسمين الكريمين في قوله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد: 3]، وكذلك في الحديث: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء… الحديث)1(1) مسلم (2713)..

المعنى اللغوي (للظاهر)

قال في اللسان: «الظهر من كل شيء خلاف البطن… وظهارة الثوب ما علا الظهر ولم يل الجسد وظهرتُ البيت: علوتُه»2(2) لسان العرب: 4/2765..

المعنى في حق الله تعالى

قال ابن جرير الطبري: «وقوله: (والظاهر) يقول: وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه»3(3) تفسير الطبري 27/124..

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «اسمه (الظاهر) من لوازمه أن لا يكون فوقه شيء كما في الصحيح: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء)، بل هو سبحانه فوق كل شيء فمن جحد فوقيته سبحانه فقد جحد لوازم اسمه (الظاهر).

ولا يصحُّ أن يكون (الظاهر): هو من له فوقية القَدْرِ فقط، كما يقال: الذهب فوق الفضةِ؛ والجوهر فوق الزجاج، لأن هذه الفوقيَّة تتعلَّق بالظهور، بل قد يكون المُفوَّق أظهر من الفائق فيها، ولا يصحُّ أن يكون ظهور القهر والغلبة فقط، وإن كان سبحانه ظاهرًا بالقهر والغلبة لمقابلة الاسم (الباطن)؛ وهو: الذي ليس دونه شيءٌ، كما قابل (الأوَّل) الذي ليس قبله شيءٌ؛ بـ(الآخر): الذي ليس بعده شيءٌ»4(4) مدارج السالكين 1/31..

وقد ذكر الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – اسم الجلالة (الظاهر) في نونيته فقال:

والظاهر العالي الذي ما فوقه                            شيء كما قد قال ذو البرهانِ

حقاً رسول الله ذا تفسيره                                 ولقد رواهُ مسلمٌ بضمانِ

فاقبله لا تقبل سواه من التفاسير                       التي قيلت بلا برهانِ

والشيء حين يتمُّ منه علوُّه                              فظهوره في غاية التبيانِ

أَوَما ترى هذي السما وعلوَّها                            وظهورها وكذلك القمرانِ

والعكس أيضاً ثابتٌ فسُفُولُهُ                               وخفاؤُهُ إذ ذاك مصطحبانِ

فانظر إلى علو المحيط وأخذِهِ                             صفةَ الظهور وذاك ذو تبيانِ

وانظر خفاءَ المركز الأدنى ووصـ                           ـف السفل فيه وكونه تحتاني

وظهوره سبحانه بالذات مثــ                               ـلُ علوه فهما له صفتانِ

لا تجحدَنَّهما جحودَ الجهم أو                              صافَ الكمال تكون ذا بهتانِ

وظهوره هو مقتضٍ لعلوِّه                                   وعلوُّه لظهوره ببيانِ5(5) نونية ابن القيم «الأبيات رقم 1249 – 1261».

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: «و(الظاهر): يدل على عظمة صفاته واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات، ويدل على علوه»6(6) تفسير أسماء الله الحسنى ص 170..

المعنى اللغوي (للباطن)

قال في اللسان: «البطانة خلاف الظهارة، والبطن خلاف الظهر، وبطنت الأمر: إذا عرفت باطنه»7(7) لسان العرب 1/305..

المعنى في حق الله تعالى

يقول الطبري رحمه الله تعالى: «و(الباطن): وهو الباطن لجميع الأشياء فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال تبارك وتعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق: 16]»8(8) تفسير الطبري 27/124..

وقال الزجاج: «(والباطن): هو العالم ببطانة الشيء، يقال: بطنت فلانًا وخبرته إذا عرفت باطنه وظاهره. والله عارف ببواطن الأمور وظواهرها. فهو ذو الظاهر، وذو الباطن»9(9) تفسير الأسماء ص 61..

ويكفي في تعريف اسمه سبحانه (الباطن) قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: (وأنت الباطن فليس دونك شيء).

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: «و(الباطن): يدل على اطلاعه على السرائر والضمائر والخبايا والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدل على كمال قربه ودنوه، ولا يتنافى الظاهر والباطن؛ لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت؛ فهو العلي في دنوه، القريب في علوه»10(10) تفسير أسماء الله الحسنى ص 170 للشيخ السعدي. دراسة وتحقيق عبيد بن علي العبيد، نشر: الجامعة الإسلامية العدد (112)..

من آثار الإيمان باسميه سبحانه (الظاهر)، (الباطن)

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «… والمقصود أن التعبد باسمه (الظاهر) يجمع القلب على المعبود، ويجعل له ربًا يقصده، وصمدًا يصمد إليه في حوائجه، وملجأً يلجأ إليه. فإذا استقر ذلك في قلبه وعرف ربه باسمه (الظاهر) استقامت له عبوديته، وصار له معقل وموئل يلجأ إليه، ويهرب إليه، ويفر في كل وقت إليه.

وأما تعبده باسمه (الباطن) فأمر يضيق نطاق التعبير عن حقيقته، ويكلّ اللسان عن وصفه، وتصطلم الإشارة إليه، وتجفو العبارة عنه، فإنه يستلزم معرفة بريئة من شوائب التعطيل، مخلصة من فرث التشبيه، منزهة عن رجس الحلول والاتحاد، وعبارة مؤدية للمعنى كاشفة عنه، وذوقًا صحيحًا سليمًا من أذواق أهل الانحراف. فمن رزق هذا فهم معنى اسمه (الباطن) وصح له التعبد له. وسبحان الله كم زلت في هذا المقام أقدام، وضلت فيه أفهام، وتكلم فيه الزنديق بلسان الصدّيق، واشتبه فيه إخوان النصارى بالحنفاء المخلصين، لنبوّ الأفهام عنه، وعزة تخلص الحق من الباطل فيه، والتباس ما في الذهن بما في الخارج إلا على من رزقه الله بصيرة في الحق، ونورًا يميز به بين الهدى والضلال، وفرقانًا يفرق به بين الحق والباطل، ورزق مع ذلك اطلاعًا على أسباب الخطأ وتفرق الطرق ومثار الغلط، وكان له بصيرة في الحق والباطل، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

وباب هذه المعرفة والتعبد هو معرفة إحاطة (الرب) سبحانه بالعالم وعظمته، وأن العوالم كلها في قبضته، وأن السماوات السبع والأرضين السبع في يده كخردلة في يد العبد، قال الله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ) [الإسراء: 60]، وقال تعالى: (وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ) [البروج: 20]، ولهذا يقرن سبحانه بين هذين الاسمين الدالين على هذين المعنين: اسـم العلو الدال على أنه (الظاهر) وأنه لا شيء فوقه، واسم العظمة الدال على الإحاطة وأنه لا شيء دونه، كما قال تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [الشورى: 4]، وقال – عز وجل -: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)  [سبأ:23]، وقال تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)  [البقرة: 115]11(11) طريق الهجرتين ص 32..

ويقول في موطن آخر: «وأما التعبد باسمه (الباطن) فإذا شهدت إحاطته بالعوالم وقرب البعيد منه، وظهور البواطن له، وبدو السرائر وأنه لا شيء بينه وبينها فعامله بمقتضى هذا الشهود، وطهر له سريرتك فإنها عنده علانية، وأصلح له غيبك فإنه عنده شهادة، وزك له باطنك فإنه عنده ظاهر»12(12) نفس المصدر ص 26..

من أسرار اقتران أسماء الله الحسنى (الأول، الآخر، الظاهر، الباطن)

قد ذكر الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – جانبًا من دلالات هذا الاقتران، فقال رحمه الله تعالى: «فمعرفة هذه الأسماء الأربعة: (الأول، والآخر، والظاهر، والباطن) هي13(13) هكذا في المطبوع، ولعلها: «هي من أركان العلم والمعرفة». أركان العلم والمعرفة، فحقيق بالعبد أن يبلغ في معرفتها إلى حيث ينتهي به قواه وفهمه.

واعلم أن لك أنت أولاً، وآخرًا، وظاهرًا، وباطنًا، بل كل شيء فله أول، وآخر، وظاهر، وباطن، حتى الخطرة واللحظة والنفس وأدنى من ذلك وأكثر، فأولية الله – عز وجل – سابقة على أولية كل ما سواه، وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه. فأوليته سبقه لكل شيء، وآخريته بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيء، ومعنى الظهور يقتضي العلو، وظاهر الشيء هو ما علا منه وأحاط بباطنه. وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون وهذا لون. فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة، وهي إحاطتان: زمانية ومكانية، فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد، فكل سابق انتهى إلى أوليته، وكل آخر انتهى إلى آخريته، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، وما من أول إلا والله قبله، وما من آخر إلا والله بعده: فالأول قِدمه، والآخِر دوامه وبقاؤه، والظاهر علوه وعظمته، والباطن قربه ودنوه. فسبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شيء بآخريته، وعلا على كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا تواري منه سماء سماء ولا أرض أرضًا، ولا يحجب عنه ظاهر باطنًا، بل الباطن له ظاهر، والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب، والسر عنده علانية. فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد، فهو (الأول) في آخريته و(الآخر) في أوليته، و(الظاهر) في بطونه و(الباطن) في ظهوره، لم يزل أولاً، وآخرًا، وظاهرًا، وباطنًا»14(14) طريق الهجرتين ص 25..

وقد أورد ابن القيم – رحمه الله تعالى – هذه الأسماء مجتمعة في نونيته الشهيرة حيث يقول:

هو أول هو آخـر هو ظاهـــر          هو باطن هي أربع بــــوزان

ما قبله شيء كذا ما بعــــده           شيء تعالى الله ذو الســلطان

ما فوقــه شيء كـذا ما دونه            شيء وذا تفسير ذي البرهان

فانظــر إلى تفســـــيره بتدبر           وتبصـــر وتعقل لمعــــان15(15) نونية ابن القيم 2/213.

ويعلل -رحمه الله تعالى- ورود هذه الأسماء معطوفة بعضها على بعض فيقول: «وأما في أسماء (الرّب) – تبارك وتعالى – فأكثر ما يجيء في القرآن بغير عطف نحو: (السميع العليم، العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، الملك القـدوس السلام) إلى آخرها. وجاءت معطوفة في أربعة أسماء وهي: (الأول والآخر، والظاهر والباطن) فأما ترك العطف في الغالب فلتناسب معاني تلك الأسماء، وقرب بعضها من بعض وشعور الذهن بالثاني من شعوره بالأول. ألا ترى أنك إذا شعرت بصفة المغفرة انتقل ذهنك منها إلى الرحمة، وكذلك إذا شعرت بصفة السمع انتقل الذهن إلى البصر، وكذلك (الخالق البارئ المصور)… وأما تلك الأسماء فلما كانت دالة على معانٍ متباينة، وأن الكمال في الاتصاف بها على تباينها … فهي ثابتة للموصوف بها… وأيضًا لأن الواو تقتضي تحقيق الوصف المتقدم وتقريره، ففي العطف مزيد تقرير وتوكيد يدفع به توهم الإنكار… فإذا قيل: هو الأول ربما سرى الوهم إلى أن كونه أولاً يقتضي أن يكون الآخر غيره…

وكذلك (الظاهر والباطن) إذا قيل: هو (ظاهر) ربما سرى الوهم إلى أن (الباطن) مقابله فقطع هذا الوهم بحرف العطف الدال على أن الموصوف بالأولية هو الموصوف بالآخرية، فكأنه قيل: هو الأول، وهو الآخر، وهو الظاهر، وهو الباطن، لا سواه… والذي يوضح ذلك أنه إذا كان للبلد مثلاً قاض وخطيب وأمير فاجتمعت في رجل حسن أن تقول: زيد هو الخطيب والقاضي والأمير وكان للعطف هنا مزية ليست للنعت المجرد فعطف الصفات هنا أحسن قطعًا لوهم متوهم أن الخطيب غيره. وأن الأمير غيره»16(16) بدائع الفوائد 1/198، 199 «باختصار وتصرف يسير»..

– ومن آثار هذه الأسماء الجليلة: أنها علاج للوسوسة الشيطانية في كنه الذات الإلهية فعن أبي زميل قال: «سألت ابن عباس – رضي الله عنهما – فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قال: قلت: والله لا أتكلم به. قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قلت: بلى. فقال لي: ما نجا من ذلك أحد، حتى أنزلَ الله – عز وجل -: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ) [يونس: 94]، قال: فقال لي: فإذا وجدتَ في نفسك شيئًا، فَقُلْ: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد: 3] »17(17) أبو داود (5110)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4262)..

ويعلق الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – على هذا الأثر فيقول: «فأرشدهم بهذه الآية إلى بطلانِ التسلسل الباطل ببديهة العقل، وأن سلسلةَ المخلوقات في ابتدائها تنتهي إلى أول ليس قَبلَه شيء، كما تنتهي في آخرها إلى آخر ليس بعَده شيء، كما أن ظهورَه هو العلُّو الذي ليس فوقَه شيء، وبُطونَه هو الإحاطة التي لا يكون دونه فيها شيء، ولو كان قبله شيء يكون مؤثرًا فيه، لكان ذلك هو (الربَّ) الخلاق، ولابدَّ أن ينتهيَ الأمر إلى خالقٍ غير مخلوقٍ، وغني عن غيره، وكلُّ شيء فقير إليه. قائم بنفسه، وكل شيء قائم به. موجود بذاته، وكل شيء موجود به. قديمٌ لا أول له، وكُلُّ ما سواه فوجودهُ بعد عدمه. باقٍ بذاته، وبقاءُ كل شيء به، فهو (الأوَّلُ) الذي ليس قبله شيء، و(الآخر) الذي ليس بعده شيء، (الظاهر) الذي ليس فوقَه شيء، (الباطِن) الذي ليس دونه شيء»18(18) زاد المعاد 2/461، 462..

الهوامش

(1) مسلم (2713).

(2) لسان العرب: 4/2765.

(3) تفسير الطبري 27/124.

(4) مدارج السالكين 1/31.

(5) نونية ابن القيم «الأبيات رقم 1249 – 1261».

(6) تفسير أسماء الله الحسنى ص 170.

(7) لسان العرب 1/305.

(8) تفسير الطبري 27/124.

(9) تفسير الأسماء ص 61.

(10) تفسير أسماء الله الحسنى ص 170 للشيخ السعدي. دراسة وتحقيق عبيد بن علي العبيد، نشر: الجامعة الإسلامية العدد (112).

(11) طريق الهجرتين ص 32.

(12) نفس المصدر ص 26.

(13) هكذا في المطبوع، ولعلها: «هي من أركان العلم والمعرفة».

(14) طريق الهجرتين ص 25.

(15) نونية ابن القيم 2/213.

(16) بدائع الفوائد 1/198، 199 «باختصار وتصرف يسير».

(17) أبو داود (5110)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4262).

(18) زاد المعاد 2/461، 462.

اقرأ أيضا

أسماء الله الحسنى (2) الرب

أسماء الله الحسنى: (6،5) [الرحمن، الرحيم]

أسماء الله الحسنى: (8) [القيوم]

 

التعليقات غير متاحة