315- مفهوم 20: من مجالات وسطية العبادة
تتجلى الوسطية في العبادة في مجالات عدة؛ منها:
1 – التوسط في دعاء الله بين الجهر والإخفات؛ قال الله تعالى: (وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا) [الإسراء:110].
2 – عدم الاعتداء في الطهور والدعاء؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء) [رواه أحمد (20554)، وأبو داود (96)، وصحَّحه ابن حجر (التلخيص الحبير 1/223) والألباني (إرواء الغليل 1/171) وشعيب الأرناؤوط (تخريج شرح السنة 279)]، والاعتداء في الطهور يكون بالإسراف فيه ومجاوزة الحد بسبب الوسوسة مثلًا، والاعتداء في الدعاء كما يكون برفع الصوت يكون أيضًا بالدعاء بغير المشروع؛ وقد قال الله تعالى: (ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ) [الأعراف:55].
3 – التوسط بين الرخصة والعزيمة؛ فلا يتشدد في الورع حتى يترك الرخص الشرعية، ولا يسترسل معها حتى يخرج بها عن المقصود الشرعي؛ فمن المرخص شرعًا مثلًا: تأخير صلاة الظهر في شدة الحر للإبراد بها حتى لا يمنع الحر الخشوع فيها، والاسترسال في هذه الرخصة أن يُبرِدَ بالظهر ويؤخره حتى يخرج وقته أو يوشك على الخروج.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445