316 – مفهوم 21: من ثمرات العبادة
تثمر العبادة بمفهومها الشامل الذي سبق بيانه ثمرات جليلة للعبد من أهمها:
1 – التعلق بالله وحده، والافتقار إليه، والاستغناء عما سواه؛ وصدق الله تعالى إذ يقول: (أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥ) [الزمر:36]، وقال تعالى: (قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ) [الزمر:38].
2 – والتعلق بالله وحده يورث الشجاعة والثبات والتضحية في سبيله، وطمأنينة القلب وسكون النفس وسعادتها. وقد تجلَّتْ هذه الثمرة أكثر ما تجلَّتْ في صفوة الخلق من أنبياء الله ورسله؛ كما قال نوح لقومه: (يَٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكُم مَّقَامِي وَتَذۡكِيرِي بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوٓاْ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَيۡكُمۡ غُمَّةٗ ثُمَّ ٱقۡضُوٓاْ إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ) [يونس:71]، وقال هود عليه السلام: (فَكِيدُونِي جَمِيعٗا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ) [هود:55]، وقال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ١٩٥إِنَّ وَلِـِّۧيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّٰلِحِينَ) [الأعراف:195-196].
3 – الفوز برضا الله ومحبته وجنته؛ فمن يعمل ما يحبه الله ويرضاه -وهذا هو معنى العبادة- ينال بلا شك محبته ورضاه، ويكون من أهل الجنة الذين يتنعمون بنعيمها وأعظمه: رضوان الله؛ ففي الحديث القدسي: (أن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك ربنا وسعديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟! فيقول: أُحِل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا) [رواه البخاري (6549)]. فنَصَّ على أن رضوان الله أفضل من كل نعيم الجنة.
4 – الزهد في الدنيا وإيثار الآخرة عليها.
المصدر: كتاب خلاصة مفاهيم أهل السنة – إعداد نخبة من طلبة العلم – 1445